الرئيسية » الاخبار »   30 أيلول 2013  طباعة الصفحة

غزة: ارتفاع حاد في أسعار الأسماك لنقصها وإغلاق الأنفاق في وجه السمك المصري

 

كتب ـ عيسى سعد الله:
تشهد الأسماك بمختلف أنواعها ارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار، بعد انخفاض ملحوظ طرأ عليها خلال السنوات الثلاث الماضية، بسبب تدفق الأسماك المصرية المهربة بآلاف الأطنان عبر الأنفاق الحدودية.
ولم يعد الكثير من سكان القطاع قادرين على شراء الأسماك التي شحت بشكل واضح في الأسواق خلال الشهرين الأخيرين، بعد انخفاض الكميات المهربة عبر الأنفاق بنحو 90% مما كان يرد منها، قبل إغلاق معظم الأنفاق من قبل الجيش المصري.
ويعيش قطاع الصيد المحلي أوضاعاً كارثية عمقتها أزمة نقص المحروقات وارتفاع أسعار السولار المستورد من إسرائيل.
ويقول المهندس عادل عطا الله مدير الثروة السمكية في وزارة الزراعة التابعة للحكومة المقالة: إن محصول الصيد المحلي انخفض خلال الأشهر الأخيرة بنحو 70%، لعجز الصيادين عن الدخول إلى البحر طيلة الأوقات المطلوبة للصيد بسبب ارتفاع أسعار البنزين والسولار الإسرائيلي.
وأشار إلى أن الصيد هذا الموسم يعتمد على صيد الأسماك السطحية، الذي يتطلب إضاءة شديدة تستهلك كمية كبيرة من الوقود قد تصل إلى ألف لتر للقارب الواحد في اليوم، ما يضطر الصيادين إلى تقليل فترة عملهم لتوفير الوقود والنفقات.
واعتبر عطا الله خلال حديث مع "الأيام" أن الاستيراد أحد الخيارات المتاحة للتغلب على أزمة نقص الأسماك، في ظل توقف عمليات التهريب من الأنفاق وفقدان السوق مئات الأطنان من الأسماك التي كانت تصلها شهرياً من مصر ويصل معدلها السنوي إلى خمسة آلاف طن.
وانتشرت البطالة في صفوف عشرات من بائعي السمك الذين فقدوا عملهم بعد توقف عمليات التهريب، كما هو الحال مع الشاب سمير الحادي الذي استعاض عن ذلك بجمع الأكياس البلاستيكية.
ولم ينجح الحادي في الثلاثينات من العمر في شراء أية من كميات الأسماك المصطادة محلياً بسبب ارتفاع أسعارها وعدم ملاءمتها للقدرات المادية لزبائنه.
وترك الحادي وهو من منطقة التوام غرب جباليا المهنة منذ شهرين واتجه إلى أعمال أخرى أقل جدوى من الناحية الاقتصادية، يحدوه الأمل في عودة الحياة مرة أخرى للأنفاق.
أما التاجر هاني جمعة ويمتلك محلا لبيع الأسماك في سوق مخيم جباليا فلم يستطع فتح أبواب محله طيلة أيام الأسبوع، كما درجت العادة خلال فترة تهريب الأسماك من مصر، واقتصر البيع على ما يتوفر في السوق من أسماك مهربة وتلك المتدنية الثمن والجودة.
وبسبب معاناته جراء انخفاض ملحوظ في الأرباح والدخل اتجه جمعة للتفكير في بيع سلع أخرى لتعويض هذا النقص.
ولا يرى الصياد نائل السلطان أي أمل في زيادة كمية الأسماك المحلية طالما بقيت أسعار الوقود مرتفعة ومساحة الصيد محدودة.
واعتبر السلطان من بيت لاهيا أن استمرار ارتفاع أسعار الوقود سيعود بالآثار الكارثية على موسم الصيد الحالي، داعياً الحكومة في غزة إلى وضع الحلول لهذه الأزمة.
إلى ذلك، يقول عطا الله: إن مجال الاستزراع السمكي في القطاع متواضع ولا يفي بالحد الأدنى من الاحتياجات، كما يعاني من مشاكل الانقطاع المتكرر والطويل للتيار الكهربائي الذي يؤثر على حظوظ بقاء السمك على قيد الحياة أو نموه.