الرئيسية » الاخبار »   08 نيسان 2013  طباعة الصفحة

وقفة تأملية في يوم الصحة العالمي ...... بقلم: صلاح هنية

 صادف السابع من نيسان يوم الصحة العالمي، ومن المعهود في دولة فلسطين أن تعلق الزينة وتنصب صواني الاحتفالات على مدار الشهر في كل المناسبات، فما بالنا بيوم الصحة العالمي الذي أقرت عنوانه الرئيسي منظمة الصحة العالمية (ضغط الدم) وأشارت بهذا الخصوص إلى أنه (يُصاب شخص واحد من بين كل ثلاثة أشخاص بالغين بارتفاع ضغط الدم).
وحتى نأخذ الأمور باتجاه حرصنا في جمعية حماية المستهلك ونستغل هذه المناسبة لصالح هذه الحقوق خصوصا أن هذا اليوم يتعاطى مع الغذاء الصحي ومع الوقاية واتباع نظام غذائي متوازن وتجنب تعاطي التبغ وممارسة النشاط البدني بانتظام وتعزيز الوعي والسلوكيات الصحية وتحسين وسائل اكتشاف المرض وتهيئة بيئات مواتية.
وتشير احصائيات الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني إلى أن 8.1% من الأفراد في فلسطين في العمر 18 سنة فأكثر مصابون بمرض مزمن واحد على الأقل في العام 2010 حيث كانت اعلى نسبة في محافظة طولكرم 22.6% واقل نسبة في محافظات شمال غزة 14.3%، في حين كانت 11.5% العام 2000.
هذه مجموعة من المؤشرات المهمة ولكن علينا أن نشير إلى تحليل لهذا الواقع بما يشير بشكل واضح لمصلحة المستهلك الفلسطيني ولمصلحة حقوق المريض الفلسطيني ولمصلحة خفض فاتورة العلاج في مستشفيات ومراكز وزارة الصحة:
أولا: تصادف مع يوم الصحة العالمي وفي ضوء تركيزه على ضغط الدم واعتبار التدخين سببا من اسباب ارتفاع ضغط الدم، نشر اعلانات مهولة في الصحف الفلسطينية عنوانها شكر وتقدير من الجمعية التعاونية لزراعة التبغ والتمباك لمسؤولي دولة فلسطين كافة على الدعم للإجراءات المتخذة بحق مزارعي التبغ في منطقة يعبد وعلى الجهود المبذولة لتوفير فرص العمل وانعاش الاقتصاد في منطقة يعبد بشكل خاص وعلى صعيد الوطن بشكل عام.
وهذا مؤشر لا يتوافق مع روح يوم الصحة العالمي ولا يتوافق مع جهد وزارة الصحة باعتبار فلسطين دولة خالية من التدخين باتجاه اعتماد مناطق محظور فيها التدخين بالكامل اسوة بدول العالم المتبعة لهذا النموذج.
ثانيا: نعلم علم اليقين أن المؤسسة التربوية الفلسطينية خصوصا التعليم العام ليست سوبر ماركت بل هي تقدم خدمة للطلبة من خلال المقاصف المدرسية ولا تعتبر خدمة اساسية، لكن عدم التركيز بشكل واضح على الغذاء الصحي في المقاصف المدرسية تحت تأثير أن ما يمنع في المقاصف المدرسية متوفر في الدكان المجاور للمدرسة.
الا أن هذا لا يمنع من توفير المقصف المدرسي الصحي الذي يعتمد الغذاء الصحي السليم ويكون من منتجات منزلية ومنتجات الجمعيات التعاونية بحيث ندعم القطاع التعاوني الفلسطيني ونوفر غذاء صحيا لأطفالنا وشبابنا طيلة تواجدهم في حرم المدرسة، والذي سيولد ثقافة لديهم قد تنتقل إلى الاسرة والمجتمع المحلي طال الزمن أم قصر.
ثالثا: محدثي صاحب المقهى الشعبي قال لي بمناسبة يوم الصحة العالمي هل تعرف عنوانا اتوجه اليه لأطالب بصوت عالٍ أن يحضر أحد من طرفهم ليقوم باجراء فحص دوري لعمال ومقدمي الخدمة في المقهى الخاص بي حتى أحمي زبائني من أمراض سارية قد تكون لدى أحدهم.
اجبته بالقانون كما علمنا كل المسؤولين في دولة فلسطين (دون أن اضيف أن انفاذه ضعيف) تنص المادة 24 من قانون الصحة العامة الفلسطيني 2004 على (منع المصابين من بيع الأطعمة أو المشروبات "لا يجوز الترخيص للمصاب بأحد الأمراض المعدية التي تحددها الوزارة بممارسة حرفة بائع أطعمة أو مشروبات." والباقي عندكم.
رابعا: كنا نبحث في اجتماع إدارة جمعية حماية المستهلك الفلسطيني في محافظة رام الله والبيرة ملف (مواصلة جهد الجمعية في السلة الغذائية التي اطلقتها في مؤتمر المستهلك الفلسطيني وهي اداة مسحية لقياس الغذاء الصحي الأساسي والذي يمثل التغذية الحالية والتوصيات الواجب اتباعها بالاضافة إلى المعدل النمطي للقدرة الشرائية للمستهلك وتستخدم لمراقبة توفر الغذاء الصحي وسهولة الوصول اليها من خلال ربط السلة الغذائية مع دخل الاسرة والفرد). بحيث ينسق هذا الجهد مع وزارتي الصحة والزراعة، ونعتبره انجازا بمناسبة يوم الصحة العالمي ومساهمة منا في تحقيق انجازات في هذا اليوم.
رابعا: تعتبر كافة المواد غير المصنعة وقبل تحولها إلى سلعة منتجة من مسؤولية وزارة الصحة حسب القانون وهذا ينطبق على مدخلات الانتاج وعلى اعمال المخابز والمطاعم والمقاهي بحيث تخضع للرقابة الدورية والمفاجئة.
وهذا أمر بالغ الأهمية في يوم الصحة العالمي تزامنا مع هدف حماية المستهلك الفلسطيني.
خامسا: من الأهمية بمكان الإشارة إلى ضرورة مراجعة اسباب توقف اقرار الخطة الوطنية لسلامة الغذاء في دولة فلسطين والتي تم اعدادها من قبل الشركاء الاصيلين في هذا المضمار ولم ترَ النور الا على شكل مطبوعة انيقة توزع وكأنها نشرة محظورة من التداول.
ولا اريد أن اواصل النبش في ثنايا هذا الموضوع خصوصا أن السبب بسيط جدا وشكلي وبإمكان وزير الصحة ووزير الاقتصاد الوطني التفاهم بخصوصه واصدار الخطة والعمل على انفاذها.
سادسا: واقتبس ما اوردته منطمة الصحة العالمية في يوم الصحة العالمي دون تصرف والله المستعان (تحفيز السلطات الوطنية والمحلية على تهيئة بيئات مواتية للسلوكيات الصحية).