الرئيسية » الاخبار »   02 كانون الأول 2012  طباعة الصفحة

الرئيس: شعبنا الذي صنع الانتصار بالأمم المتحدة قادر على حمايته حتى كنس الاحتلال
- أمامنا مهمات كثيرة في المرحلة القادمة أهمها وأولها استعادة الوحدة الوطنية

 


الرئيس يلقي خطابا أمام آلاف المواطنين المحتشدين لاستقباله

رام الله 2-12-2012 وفا- أكد رئيس دولة فلسطين محمود عباس أن الشعب الفلسطيني الذي صنع الانتصار في الأمم المتحدة قادر على أن يحميه حتى كنس الاحتلال.

وقال الرئيس في كلمة أمام عشرات الآلاف الذين استقبلوه استقبال الأبطال في مقر الرئاسة بمدينة رام الله اليوم الأحد، إن أمامنا مهمات كثيرة في المرحلة القادمة أهمها وأولها استعادة الوحدة الوطنية وتحقيق المصالحة لاستعادة وحدة الشعب والأرض والمؤسسات.

وأكد سيادته أن الاعتراف بفلسطين كدولة يغير الكثير من المعطيات، ويؤسس لحقائق جديدة، مشيرا إلى أن هذا الانتصار استفز الاحتلال وعمق عزلته في العالم.

وقال: تم تهديدنا بعقوبات كثيرة من جهات مختلفة، ولو أردنا الاستماع لها لما ذهبنا، وكثيرون أدلوا بدلوهم ليتفننوا بالعقوبات ضد الشعب والأرض والإنسان، وقالوا: إذا ذهبتم ستلاقون مالا يعجبكم، وذهبنا ولقينا ما يعجبنا.

وأهدى الرئيس هذا الانتصار إلى روح الشهيد ياسر عرفات، وقال: يا أبا عمار نم قرير العين، إن شعبك يواصل المسير على دربك، وها هو يتقدم في الطريق التي شققتنها نحو دولة فلسطين، سلام على روحك الطاهرة. كما أهدى الانتصار إلى أرواح الشهداء، وللأسرى.

 

وفيما يلي نص كلمة الرئيس: 

نعم أصبح الآن عندنا دولة.

'وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون'

يا أبناء شعبنا العظيم، لقد حققت فلسطين إنجازا تاريخيا في الأمم المتحدة وأصبح التاسع والعشرون من تشرين الثاني علامة ومنعطفا حاسما في مسيرة نضالنا الوطني.

هنيئا لكم أيها الفلسطينيون الشجعان، أنتم وحدكم صناع هذا الإنجاز، وأنتم وحدكم أصحاب هذا الانتصار، ذهبنا إلى نيويورك نحمل إلى العالم حلم شعبنا ورسالته المتمسكة بالحرية والاستقلال، وقال العالم كلمته بصوت عال: نعم لدولة فلسطين وحرية فلسطين، نعم للاستقلال لا للعدوان والاستيطان والاحتلال.

يا أبناء شعبنا، يا شعب الثورة والصمود، صوّت أكثر من 75% من دول العالم إلى جانب فلسطين، كما أن أغلب الدول التي امتنعت عن التصويت هنأتنا على النتيجة. الرسالة واضحة لسنا وحدنا والعالم والتاريخ معنا والمستقبل معنا والله معنا.

 أيتها الأخوات أيها الإخوة

كان الدرب طويلا والضغوط هائلة: لا تذهبوا، لا تذهبوا، لأن العالم إن ذهبتم سيتفجر،، أجّلوا الذهاب وهذا أفضل لكم ولنا وللعالم، وأخيرا قالوا غيروا مضمون خطابكم وغيروا مضمون مشروعكم، ولكننا صمدنا وانتصرنا لأنكم أسمعتم صوتكم للعالم.

عندما نزلتم إلى الشوارع بالمدن والقرى والمخيمات في القدس والضفة وغزة وفي اللجوء والشتات تعلنون صوت شعبنا بصوت موقف الشعب الفلسطيني، وبصوت موحد بجميع أبنائه وقواه كافة مجسدا وحدة وطنية هي ضمانتنا للانتصار، فقال العالم نعم فهنيئا لكم.  

في هذه اللحظة نهدي هذا الإنجاز إلى روح القائد الراحل ياسر عرفات، ونقول يا أبا عمار نم قرير العين فإن شعبك أكد أن العهد هو العهد، وأن القسم هو القسم. إن شعبك واصل ويواصل المسير على دربك، وها هو يتقدم في الطريق التي شققتها نحو دولة فلسطين.. سلام على روحك الطاهرة.

يوم يرفع شبل من أشبالنا علم فلسطين فوق أسوار القدس وكنائس القدس التي هي عاصمة دولة فلسطين إلى الأبد، ونهدي هذا الإنجاز إلى شهدائنا الأبرار، أبناء الثورة، لشعبنا الذين عبدوا الطريق نحوه بدمائهم الزكية وعبر طريق النضال الطويل، كما نهديه إلى أسرانا لأنه دون نضالهم وتضحياتهم وصمودهم الأسطوري ما كان صنع هذا الإنجاز التاريخي، وأقول لكم: صوتكم وصل للعالم وحريتكم هي مطالبنا العاجل.

أيها الإخوة

إن الاعتراف بفلسطين كدولة يغير الكثير من المعطيات، ويؤسس لحقائق جديدة، وانتصاركم يا أبناء شعبنا استفز الاحتلال وعمق عزلته بالعالم، مؤكدا سعي القيادة من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية. 

تعرفون أننا هددنا بعقوبات كثيرة من أماكن مختلفة ولو أردنا الاستماع لها لما ذهبنا، وكثيرون أدلوا بدلوهم ليتفننوا بالعقوبات ضد الشعب والأرض والإنسان، تهديدا ووعيدا بأنكم إذا ذهبتم ستلاقون مالا يعجبكم، وذهبنا ولقينا ما يعجبنا.

ما زال في دربنا تحديات ضخمة وعقوبات كثيرة، لكن الشعب الذي صنع هذا الانتصار قادر على أن يحميه حتى كنس الاحتلال، إن أمامنا مهمات كثيرة في المرحلة القادمة أهمها وأولها استعادة الوحدة وتحقيق المصالحة لاستعادة وحدة الشعب والأرض والمؤسسات.

أوجّه التحية إلى الإخوة في جميع الفصائل دون استثناء الذين اصطفوا مع جماهير شعبنا في مشهد وحدوي سنعمل على حمايته، وسندرس في الأيام القادمة تسريع الخطى لإنجاز المصالحة.

ارفعوا رؤوسكم عاليا فأنتم فلسطينيون، ولتكن هاماتكم شامخة، وقاماتكم منتصبة، فأنتم فلسطينيون وقد أثبتم أنكم أقوى من الاحتلال وأنكم أقوى من العدوان والاستيطان، لأنكم فلسطينيون، وأنتم من تصنعون التاريخ وترسخون فلسطين على خارطة دول العالم في القريب العاجل.