الرئيسية » الاخبار »   08 تشرين الثاني 2012  طباعة الصفحة

الاحتـلال يهـدم مسـاكن و"بركسـات" ويصـادر صهاريج مياه في الأغوار الشمالية

 

 
 

طوباس - محمد بلاص: صعدت قوات الاحتلال، أمس، من هجمتها الشرسة في محافظة طوباس والأغوار الشمالية، بإقدامها على هدم المزيد من المساكن والمنشآت والبركسات، ومصادرة صهاريج مياه في مناطق مختلفة من الأغوار، في وقت طالبت فيه 21 عائلة بدوية في خربة الرأس الأحمر بضرورة البدء بإخلاء مساكنها، الأحد المقبل، تمهيدا للبدء بإجراء مناورات عسكرية بالذخيرة الحية.
ففي قرية بردلا، هدمت قوات الاحتلال المعززة بعدة آليات عسكرية، ترافقها جرافة عسكرية، مسكناً من الخيش و"بركساً" للأبقار في منطقة أم رياح جنوب غربي القرية، وصادرت عددا من صهاريج المياه.
وقال المواطن مهند صوافطة، إن قوات الاحتلال اقتحمت القرية، وشرعت بتجريف البركس وهدم المسكن الخيشي على محتوياتهما، دون أن تمهل المواطنين فرصة لانتشال أي من أغراضهم الشخصية التي ردمت تحت ركام المسكن، فيما ردمت محتويات البركس على ما فيه من أعلاف وأدوات ومعدات.
وأضاف صوافطة، إن قوات الاحتلال أقدمت على سكب المياه من الصهريج، ومنعته من استخدامها، ما جعل أكثر من أربعين رأسا من الأبقار، دون أي مصدر للطعام أو الشرب بعد عملية الهدم هذه.
كما أقدمت قوات الاحتلال، على مصادرة صهريج مياه آخر في ذات القرية تعود ملكيته للمواطن أيمن حماد الذي يعمل في تربية الأبقار.
وفي خربة حمصة بالأغوار الشمالية، أقدمت قوات الاحتلال، على هدم مساكن و"بركسات" تعود لساكني المنطقة.
وكانت قوات الاحتلال، بدأت في الآونة الأخيرة، بتنفيذ حملة عسكرية واسعة ضد التجمعات البدوية في مناطق الأغوار الشمالية شملت غالبية تلك التجمعات السكانية، وأخطرت عشرات العائلات بضرورة الرحيل من مناطق سكناها، وجرفت العديد من المساكن والبركسات، وصادرت عددا من صهاريج المياه، وأبلغت المواطنين بوجود تدريبات عسكرية ضخمة في مناطق سكناهم، ما يهدد حياة المواطنين ومناطقهم الرعوية والزراعية.
وقال مسؤول أمن المحافظة في محافظة طوباس والأغوار الشمالية، معتز بشارات، إن الاحتلال يوسع رقعة اعتداءاته لتشمل غالبية المناطق في الأغوار، ويحاول فرض سياسة الأمر الواقع على سكان تلك المناطق عبر سياسة الترهيب.
وتابع بشارات، "إننا وبتوجيهات من المحافظ، مروان طوباسي، نحاول بكافة الإمكانيات المتاحة، إغاثة المواطنين، وتقديم المساعدات العاجلة لهم، من خلال المؤسسات الدولية والمحلية العاملة في المنطقة، ولكن الأمر يحتاج إلى تدخل عاجل من المؤسسات الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي، لحماية المواطنين هناك".
وأدان المحافظ طوباسي، إقدام قوات الاحتلال، أول من أمس، على تسليم المواطنين في منطقة المالح بالأغوار الشمالية، إخطارات إخلاء شملت 37 عائلة، وقال: "إن الاحتلال ومن خلال سياسة تفريغ منطقة الأغوار من أهلها، يهدف إلى ترحيل المواطنين من أراضيهم"، مؤكدا، صمود وثبات المواطنين بأرضهم رغم تلك الإجراءات التعسفية التي أصبحت ترقى إلى شكل جرائم حرب.
وأضاف: إن سلطات الاحتلال، أقدمت خلال الفترة الماضية، على تسليم إخطارات في مناطق مختلفة من الأغوار الشمالية، تتراوح المهلة المسموح فيها للمواطنين بالإخلاء بين يومين أو ثلاثة.
وأشار إلى أن أطقم المحافظة تتواجد باستمرار في تلك المناطق، وتقف على انتهاكات الاحتلال، وسط اتصالات عاجلة لإغاثة المواطنين، بالإضافة إلى مراسلة جهات الاختصاص والمتابعة معها من أجل مساعدة المنكوبين هناك.
وناشد طوباسي، المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان، التدخل العاجل للجم السياسة الإسرائيلية، ووقف سياسة الهدم والترحيل، مشيرا إلى أن الغالبية العظمى من سكان الأغوار الشمالية، تضرروا جراء هدم مساكنهم أو إخطارهم بالرحيل، إضافة إلى استمرار سياسة مصادرة الأراضي والسيطرة على مصادر المياه والتضييق على السكان.
من جهته، قال رئيس مجلس محلي خربة الرأس الأحمر في الأغوار الشمالية، يونس بني عودة، إن سلطات الاحتلال، سلمت إخطارات لـ 21 عائلة في الخربة، تطالبها بإخلاء مساكنها وحظائر المواشي، من العاشرة صباحا ولغاية الخامسة مساء من كل يوم اعتبارا من الأحد المقبل، بذريعة إجراء تدريبات عسكرية واسعة النطاق في المنطقة.
وأكد بني عودة لـ "الأيام"، أن الأهالي يواجهون صعوبات كثيرة ومتعددة الأشكال في تنفيذ هذه الإخطارات، خصوصا في ظل عدم وجود مكان يلجؤون إليه خلال ساعات الإخلاء اليومي، ما يجعلهم يمضون تلك الساعات في العراء، عدا صعوبة إخراج المواليد من الأبقار والمواشي، من الحظائر، لكون ذلك يشكل خطرا عليها، في وقت تصر فيه قوات الاحتلال، على إجبارهم على ترك مساكنهم.

 
تاريخ نشر المقال 08 تشرين الثاني 2012