الرئيسية » الاخبار »   03 أيلول 2012  طباعة الصفحة

ارتفاع أسعار المواصلات.. صفعات يواجهها المقدسيون باستمرار

القدس المحتلة/PNN/ شذى حماد- تشهد أسعار المواصلات في مدينة القدس ارتفاعا ملحوظا ومفاجئا باستمرار، لتصبح مسألة تؤرق المقدسيين، وتشكل عبئا ماديا عليهم، في ظل قرارات سلطات الاحتلال، وغياب الرقابة على شركات المواصلات، ليصبح المقدسي فريسة لارتفاع الأسعار والضرائب والغرامات، وما يرافقهم من ثبات في راتبه البسيط.

قال الطالب حمزة طه والذي يأتي يوميا من عناتا إلى مدرسته في المدينة، 'المواصلات ارتفعت كثيرا، وهي في ارتفاع مستمر، أحاول التوفير قليلا من خلال شراء كرت مواصلات بتكلفة (26شيكل) لخمسة أيام'، مبينا أن ذلك يشكل ضغطا ماديا كبيرا على أسرته.

من جهته، قال ثابت السلواني وهو موظف في أحد مؤسسات السلطة الفلسطينية في القدس، 'على الرغم من المسافة القريبة التي أقطعها إلا أنني أدفع عشرة شواقل وأربع أغورات يوميا، ما يشكل عبئا كبيرا وخاصة مع تأخر دفع الرواتب من السلطة، وكونها أيضا أقل من الرواتب الأخرى في المدينة'.

وأضاف السلواني، 'أصبحت أخصص (300 شيقل) من الراتب فقط لمواصلاتي فقط، وهناك آخرون يعانون كثيرا، وخاصة ممن لديهم أبناء في المدارس يتنقلون يوميا بين المدينة وقراها'.

في ذات السياق، بين عبد الكريم أبو كامل، أن ارتفاع أسعار المواصلات في القدس مرتبط بقرارات سلطة الاحتلال، 'تأثرنا كثيرا من ارتفاع الأسعار بشكل عام، فنحن ندفع ( 11شيقلا ) يوميا مقابل قدومنا من شعفاط، التي تبعد أقل من (14 دقيقة) عن المدينة'.

وفي لقاء مع طالبات مقدسيات في ساحة الباصات القريبة من باب العامود، تذمرن من ارتفاع أسعار المواصلات التي تشكل عبئا كبيرا على أسرهم، قالت دنيا زايد، 'ارتفعت أسعار المواصلات (20 أغورة) ما بات يكلفنا عشرة شواقل وأربع أغورات يوميا من بيت حنينا إلى مدرستنا في المدينة'، وأكدت وزميلاتها مرح حلاق و ملاك أبو فرة على أن اختلاف المستويات المعيشية بات واضحا بفعل ارتفاع الأسعار في المدينة بشكل عام ويؤثر على نفسيتهم.

من جهة أخرى، تفرض شركة المواصلات الاسرائيلية على المواطن المقدسي استخدام الأغورات، والتي لم تعد متبادلة في الأسواق، يقول سعيد نمر، 'السائق يسبب لنا الإحراج أمام الركاب إذا لم نرفق الأغورات مع المبلغ المطلوب'. مضيفا، 'المحال العربية في القدس وخارجها يرفضون استخدام الأغورات، فالأغورة باتت لا تعني لنا شيئا، نلقيها على الأرض ومن يراها لا يلتقطها'.

ويقول عبد الكريم أو كامل، 'الأغورات من المشاكل التي تواجهنا في الموصلات، فيوجد مواطنون يرسلون أبناءهم لجمع الأغورات الملقية في الشوارع'. مضيفا، 'المحال التجارية ترفض تبادل الأغورات مطلقا مع المواطنين'.

وردا على شكاوى المواطنين، أوضح مساهم في شركة مواصلات القدس – رام الله فريد الطويل، 'أن ارتفاع الأسعار مرتبط بقرارات سلطات الاحتلال وما يرافقها من فرض للضرائب والغرامات، إضافة لما تحتاجه المركبات من صيانة وتصليح مستمر، 'لا نستطيع أن نخفض أسعار المواصلات أغورة واحدة عن السعر الذي تحدده وزارة المواصلات الإسرائيلية، وهو مرتبط بارتفاع المحروقات ومن المتوقع أن يكون هناك ارتفاع آخر في الأيام القريبة القادمة'، مبينا أن الشركة تخصص (40%) من الربح للمحروقات.

وعن استخدام الأغورات، قال الطويل، 'نتذمر كالمواطنين من استخدام الأغورات، ولكن مع الزمن سيعتاد المواطنون والسائقون عليها'. مضيفا،' ضريبة الاحتلال تحاسب على الأغورات ما يجعلنا خاضعين لها وغير قادرين على تقريب السعر'.

من جهته، أوضح عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية العربية في القدس حجازي الرشق، 'أن ارتفاع أسعار المواصلات مرتبط بارتفاع أسعار المحروقات عالميا، وعدم تصنيف النفط من المواد المدعومة من قبل الاحتلال'، 'في القدس تعتبر أسعار النفط من أعلى أسعار المحروقات في العالم، ما أدى إلى تشكيل عبء كبير على المواطنين المقدسين'. مضيفا، 'إذا ارتفع سعر المحروقات (5%)، فإن شركات المواصلات تستغل ذلك وترفعه (10%)، بسبب الطرق الالتفافية والحواجز العسكرية التي تؤدي إلى استهلاك كبير للنفط'.

وبين الرشق أنه لا يوجد رقابة أو مرجعية تخضع لها شركات المواصلات في القدس لتحديد أجرة النقل، 'يحدد بعض أصحاب المركبات العامة الأسعار بسبب انعدام المرجعية المقدسية الموحدة، إلا أن وزارة النقل التابعة لسلطات الاحتلال تحدد التعريفة لمركبات النقل'.

وناشد الرشق شركات النقل مراعاة ظروف المواطنين المقدسيين في ظل ما تتعرض له المدينة من أزمة اقتصادية ضمن العملية التهويدية التي تشنها سلطات الاحتلال على المدينة، 'في المقابل تسهل سلطات الاحتلال الإمكانات على المستوطنين في المدينة، وتخفض لهم الأسعار وتوفر لهم المواصلات المجانية'.

حرب من نوع جديد تفرض على المواطن المقدسي لضعضعة صموده وثباته في المدينة، فبين الغلاء الفاحش والرواتب المتدنية، وما تفرضه سلطات الاحتلال من ضرائب وغرامات، وما يزيد الوضع تعقيدا غياب الدعم والرقابة من مؤسسات السلطة الفلسطينية، بات صمود المقدسي في المدينة وتطوره الاجتماعي مرهونا بالوضع الاقتصادي.

المصدر - 'هنا القدس'