الرئيسية » الاخبار »   04 أيار 2024  طباعة الصفحة

مدارس صحية وصديقة للبيئة الكاتب: صلاح هنية


 

طلبة مدارس مدينة رام الله كانوا يحثون الخطى صوب المسرح البلدي في بلدية رام الله بالعشرات، الكل متحمس لتكون مدرسته في صدارة مسابقة مدارس صحية وصديقة للبيئة التي تنظمها بلدية رام الله سنوياً بالشراكة مع مديرية التربية والتعليم في محافظة رام الله والبيرة ودائرة التربية والتعليم في وكالة الغوث الدولية في منطقة القدس وأريحا، مديرو ومديرات المدارس والأساتذة كانوا مع طلبتهم وحماسهم أكبر تجاه مدارسهم وتجاه المشهد التربوي ككل في مدينة رام الله.
ولم تكن دافعية بلدية رام الله وطواقمها أقل إذا لم تكن أكثر، فهذا نتاج جهد طويل بذلته البلدية الى جانب المدارس من خلال دائرة الصحة والبيئة في بلدية رام الله، وكان هذا واضحاً من خلال الفيلم التعريفي، ومعرض مشاريع حُماة البيئة، وتنظيم النشاط وحشد الجمهور رغم أن الوضع السياسي والعام غير محفز.
وتنافست المدارس في المدينة حكومية وخاصة وأهلية ووكالة غوث ضمن المسرحية البيئية ضمن ثيمة (الموازنة بين المساحات الخضراء والتطوير العمراني بحيث لا يطغى أحدهم على الآخر)، وكل مدرسة أخذت الثيمة وعملت عليها بإسناد المهمة لمخرج مسرحي ومعلمي المدرسة ومجموعة من الطلبة ليختاروا نصهم ويقدموه مسرحياً، وتكون لجنة التحكيم هي صاحبة القول الفصل بمن هو أكثر تميزاً من الآخر.
وانت جالس في المسرح البلدي تتابع المسرحيات، وأنت في بهو بلدية رام الله تتابع مشاريع حُماة البيئة تستمع الى تعليقات بين الجمهور، جزء منها تعليقات مديري المدارس وكيف تعبّر عن روح التنافس بينهم بطريقة راقية تنعكس على الطلبة الذين يعتزون بالمنافسة ولكنهم يصرّون على التكامل مع البقية، كما أن جزءاً من الجمهور هم اولياء الأمور الذين عبروا عن فرحتهم وفخرهم.
هذا النمط من الأنشطة عندما تتبناه وتطلقه وتسخر إمكانياتها له بلدية رام الله، يشكل نقطة تحول في تفكير وتوجهات جهات كثيرة هي أساساً مستهدفة بهذه الأنشطة، بحيث يجد كل شخص أنه صاحب دور مهم، وذو أثر في الانتصار للبيئة وتعزيز دور حُماة البيئة وتعزيز قيم الحفاظ على البيئة، ولكن دون الذهاب الى مرحلة الهوس التي تقود الى نتائج سلبية، فيصبح كل شيء ممنوعاً وكل مبادرة وراءها سلبيات لا تُعد ولا تحصى، ونحن لا زلنا في بداية الطريق بيئياً وخصوصاً أن هذا النشاط تقوده بلدية وجهات تربوية.
وهناك محرك أساسي لهذه الأنشطة هو الشركاء من القطاع الخاص الذين وضعوا شعارات شركاتهم ومؤسساتهم على لوحة شركاء البلدية على مدار عام، وكان حضورهم ودورهم بارزَين، وانفعالاتهم أكثر وضوحاً، وقد عبرت عن الاعتزاز بالإنجاز.
ولعل واحداً من القضايا التي تتابعها بلدية رام الله وتتقاطع مع البعد البيئي مسألة توطين أهداف التنمية المستدامة 2030 ، وهي تتقاطع مع الأبعاد البيئية، كما تتقاطع مع قضايا الاقتصاد والتنمية والطاقة المتجددة والاستهلاك والإنتاج المستدام، وهذا جهد يسير في الاتجاه السليم، رغم أن الرأي العام الفلسطيني بات متشككاً في جدوى هذا التوجه العالمي في المجالات كافة الذي لم يستطع ترك اثر في ضوء العدوان على الشعب الفلسطيني وفي قلبه قطاع غزة والضفة الغربية والقدس دون أثر لأي مرجعية دولية تقود الى وقف العدوان.