طولكرم - الحياة الاقتصادية- مراد ياسين - دعا المشاركون في ندوة اقتصادية حول المنتج الوطني مجلس الوزراء الى المباشرة بإعداد اللوائح التنفيذية لمنح المنتج الفلسطيني أفضلية خاصة، وطالبوا الجمهور بتغير نمط الاستهلاك القائم على تفضيل المنتج الإسرائيلي على الفلسطيني، مؤكدين على أهمية المسؤولية المجتمعية في دعم المنتج الوطني وتوعية الجمهور ازاء الفوائد الناجمة عن دعم المنتجات المحلية. 
وكان المشاركون يتحدثون خلال الندوة التي نظمتها جامعة فلسطين التقنية ( خضوري ) في سرح الشهيد ياسر عرفات تحت عنوان « دعم المنتج الفلسطيني ومقاطعة البضائع الإسرائيلية) بحضور ومشاركة نائب رئيس الجامعة سائد ملاك وممثل محافظ طولكرم خالد الزغل ورئيس هيئة المواصفات والمقاييس الأستاذ مازن ابو شريعة وأمين عام اتحاد الصناعات الوطنية عوني شحادة ورئيس جمعية  حماية المستهلك الفلسطيني صلاح هنية وعدد من ممثلي الهيئات والمؤسسات الوطنية وطلبة الجامعة وحشد من المواطنين. 
ورحب مدير دائرة الدراسات والتنمية في الجامعة الأستاذ رشيد الراميني بالحضور والمشاركين، مؤكدا على أهمية عقد هذه الندوة التي سيتحدث فيها نخبة من المتحدثين ذوي الخبرة والاختصاص في الموضوع ، وتأتي هذه الندوة ضمن اهتمام الجامعة بتجسيد رؤية الجامعة في تحمل المسؤولية التربوية تجاه تنمية المجتمع الفلسطيني ودعم المنتج الوطني لنكون قادرين على الاستغناء عن المنتجات الإسرائيلية، داعيا الى توعية جماهير شعبنا ازاء دعم المنتوج الوطني لما يترتب عليه من نتائج مهمة في دعم اقامة الدولة وتقرير المصير. 
وأشار نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية ملاك الى أهمية تنظيم الندوة والتي تنسجم مع رسالة الجامعة واهدافها الرامية الى تلمس احتياجات المجتمع وتلبية احتياجاته، لافتا الى الانجازات التي حققتها الجامعة منذ انطلاقتها، وقال إن الحرب التي تشنها حكومة الاحتلال متواصلة ومن ضمنها ضرب المنتوجات الوطنية وهذا يتطلب تشجيع المنتوجات الوطنية من خلال اخضاعها لشروط ومواصفات مؤسسة المقاييس. 
والقى الزغل كلمة المحافظة نقل خلالها تحيات المحافظ للمشاركين الحضور مشيدا بالتطور المستمر لجامعة فلسطين التقنية ( خضوري )، مؤكدا ان ما يجري على الساحة الدولية من نزاعات أساسها هو الاقتصاد، وحول المنتوج الوطني الفلسطيني اكد الزغل على أهمية ودعم وتطوير المنتج الوطني، بحيث يكون ذات جودة عالية ، مؤكدا ان الكثير من المنتجات الفلسطينية حققت منافسات حقيقية على المستوى المحلي والدولي، وبين أهمية دعم الجمهور وتحدديا الطلبة للمنتج الوطني ، مؤكدا على اهمية تغير نمط الاستهلاك القائم الذي يفضل المنتوج الإسرائيلي كونه اجود وأفضل من المنتوج الوطني حسب الاعتقاد الخاطئ للكثير من المواطنين حيث إن هنالك الكثير من المنتجات ذات الجودة العالية والتي يتم تصديرها الى كافة دول العالم، وهذا يتطلب القيام بحملة توعية متواصلة للجمهور من اجل تعريفهم بالمنتوج الوطني وأهمية الاعتماد عليه، بدلا من المنتوجات الإسرائيلية التي تغزوا الأسواق الفلسطينية بشكل كبير جدا.
وكشف مدير عام رئيس هيئة المواصفات والمقاييس ابو شريعة عن معايير جديدة بدأت الهيئة بتطبيقها لتطوير ودعم المنتجات المحلية من خلال مشاركة رأي جمعيات حماية المستهلك والمؤسسات ذات العلاقة لنضمن ان المنتوجات الوطنية ذات جودة عالية وقادرة على منافسة المنتجات الإسرائيلية والأجنبية على حد سواء، واشاد بإنشاء مختبرات المعايرة في الجامعة كونها تساهم في دعم المنتوجات الوطنية. وكشف عن اعتماد مختبرات طببة فلسطين للقطاع الخاص والعام من مؤسسة المواصفات والمقاييس، وتطرق الى أهمية المسؤولية المجتمعية في دعم المنتج الوطني، مؤكدا ان هيئة المواصفات والمقاييس على استعداد لتدريب ومساعدة الطلبة المتميزين لاستكمال دراستهم العليا. 
وتحدث أمين عام اتحاد الصناعات الفلسطينية شحادة وبالأرقام عن عدد المصانع والمنشات الفلسطينية في الوطن ومساهمته في الناتج المحلي وتوفير فرص عمل لالاف الموظفين والعاملين، وأوضح أننا نصدر للسوق الإسرائيلية 850 مليون دولار وبالمقابل نستورد منها ثلاثة مليارات دولار، منوها ان معظم المنتجات المحلية مترابطة لاعتمادها على المواد الخام الخارجية وقلة الموارد الموجوة لدينا. 
وحول قضية منافسة الأسعار اعترف شحاده بان ان تكلفة الإنتاج المحلية عالية نتيجة إجراءات الاحتلال، لافتا الى ان البضاعة المستوردة من إسرائيل والتي تغزوا أسواق الضفة الغربية غير قابلة للتسويق في إسرائيل نظرا لردائتها ، داعيا الى الزام المستوردين بوضع مواصفات محددة لدخول المنتجات الأجنبية الى أسواق فلسطين وضرورة إخضاعها للمواصفات والمقاييس الفلسطينية، كما دعا طالب إلى تغير نمط الاستهلاك القائم في التعامل مع المنتجات المحلية مشيرا الى ان اتحاد الصناعات الفلسطينية سينظم معرضا للصناعات الفلسطينية تحديدا الأحذية الخليلية والملابس من الصناعة الفلسطينية على ارض حرم جامعة فلسطين التقنية ( خضوري ). 
وتحدث ممثل جمعية حماية المستهلك الفلسطيني هنية عن أهمية الحماية الشعبية للمنتجات الفلسطينية، مؤكدا انه لا قرار واضح من قبل مجلس الوزراء بتوجيه المشتريات من المنتج الفلسطيني، وطالب بإعداد لوائح تنفيذية واضحة تعطي مساحة للمنتج الفلسطيني، بحيث تكون الوزارات ملزمة باستيراد المنتج الفلسطيني، مؤكدا ان شعبنا يخوض مرحلة تحرر وطني وهذا يتطلب ابتعاد المواطنين عن المنتجات الإسرائيلية، داعيا المستهلك الفلسطيني الى التركيز على المنتجات الوطنية ، والالتفاف حول جمعيات حماية المستهلك. 
وفي نهاية الندوة فتح باب النقاش وأجاب المشاركون على أسئلة واستفسارات الحضور.