الرئيسية » الاخبار »   27 أيار 2023  طباعة الصفحة

ملكــات " المرج " الأخضـــر في ديــــر بلـــوط همـــم عاليـــة وإرادة لا تليــــن الباحث: خالـد أبـو علـي
هي ليست برواية خيالية أو حكاية سريالية، بل إنها قصة واقعية لنساء يحملن في عيونهن بريق الأمل والثقةَ والوعد بالغد الأجمل، وجوه تحمل في تفاصيل تجاعيدها معاني الألم والصبر والعطاء، إنها قصة الأم الفلسطينية المكافحة، الجميلة، الرائعة، التي ليّنتِ الصّعاب وسهّلتِ كلّ العقباتِ وقاست وعانت، وتحدّت الأشواك الدّامية لإسعاد أبنائها، دافعت عن أرضها والتصقت بها، روتها بعرق جبينها، وزرعتها بيديها المتجعدتين التي حولت السهولَ والبساتين الى واحاتٍ غنّاء وهما وسام فخر وشرف، إنها حكاية ملكات “ المرج “ الأخضر الماجدات الموظفات والمعلمات واللواتي يحمل بعضهن الشهادات الجامعيه في بلدة ديــــر بلـــوط اللواتي يعملن منذ ساعات الصباح الباكر حتى مغيب الشمس من أجل توفير لقمة العيش الحرة الأبيه .
" المرج" اسم يطلقه السكان في بلدة ديـــــر بلـــوط التي تبعد نحو 20 كم إلى الغرب من مدينة سلفيت في فلسطين ، حيث يقع " المرج " في المنطقة الشرقية للقرية، وتبلغ مساحته حوالي 1200 دونماً، فيما تضم في جوفها منطقة تعرف ب "البالوع" مكان تتجمع فيه مياه الأمطار بمعدل 2000 كوباً، وما تلبث أن تزول هذه الكميات وتذهب هدراً ولا يستفاد منها.
اعتاد أهالي بلدة ديــــر بلــوط على إقامة مهرجانهم التسوقي الزراعي السنوي وكان في العام 2019 تحت عنوان " مهرجان الفقوس 2019 “ فيما لم يتم اقامة المهرجان في الأعوام 2020، 2021 بسبب الحالة الوبائية وانتشار جائحة كورونا في فلسطين
وعادة ما يركز مهرجان التسوق الزراعي للترويج والتعريف ببلدة دير بلوط ولتسويق منتجاتها البعلية الطبيعية الخالية من أية مواد كيماوية، وفي محاولة أيضا للفت أنظار الفلسطينيين والتي أصبحت مقصدا للمئات منهم والراغبين بشراء ثمار الفقّوس من هذه القرية الوادعة التي تعاني من الحصار العسكري الصهيوني وعدم القدرة على التوسع وتقلص مساحة الأراضي الزراعية لصالح المستوطنات الصهيونية المجاورة .
هنا في شارع السعادة المطل على " مرج " ديـــر بلــوط وصل فريق " امشي وتعرف على بلدك " وشاهد النساء المزارعات فرحات تعلو على وجوههم البسمة وهن ينصبن طاولاتهم للبيع ، فهي فرصتهن للبيع والتسويق وتوفير دخل متواضع لتوفير احتياجات أسرهم اليومية، هنا كان طفل يبيع الفقوس والحمص وهناك طفلة تبيع الذرة والترمس وهذا بالطبع كله تحت إشراف وتوجيه ملكات “ المرج “ الأخضر، وهو عمل نسائي بامتياز فهن اللواتي واصلن الليل بالنهار بدءا من زراعة بذور الفقوس في أواخر شهر شباط حتى يهجم الفقوس " في شهر أيار وهذا مصطلح اعتاد أهل البلدة على تداوله بمعنى أن موسم الفقوس بدأ بالعطاء.
يعتبر سكان بلدة ديـــر بلــوط الخصبة التي تشتهر بزراعة المزروعات البعلية، سلة غذاء تنتج سنويا أطنانا من محاصيل الفقوس والثوم والبصل والقمح والشعير والبامية البعلية والبطاطا والحمص والبندورة والذرة البيضاء والبازيلاء ودوار عباد الشمس.
يقول المرشد المحلي ابن بلدة دير بلوط داوود عبد الله " أن “ المرج “ كان يزرع قديما بالذرة والبطيخ والسمسم، ولكن بعد العام 1976 بدأوا بزراعة الفقوس لزيادة المردود المالي وتحسين الوضع الاقتصادي، لكنهم كما يقول داوود لا زالون بحاجة إلى دعم الجهات المعنية في توفير البذور المحسنة والمعدات والأسمدة، إضافة إلى القيام بالتوعية الزراعية فيما يتعلق بالامراض الزراعية، وحل مشكلة المشكلات "الخنازير" البرية.
وكما يقول مصور الحياة البرية ابن بلدة دير بلوط باسم موسى بأنه " يحيط ببلدة دير بلوط عدد من المواقع الأثرية والتي تؤكد أهمية هذه البلدة عبر العصور القديمه ، فهناك دير دقلة ودير سمعان ودير المير اضافة الى دير قلعة الأثرية والتي تقع إلى الشرق بنحو كيلومترين من بلدة دير بلوط غرب محافظة سلفيت ، و يعود تاريخها إلى أكثر من 1600 عام ، وحسب خبراء علم الآثار، قالوا: أن الدير بني في القرن الخامس أو السادس على عهد جوستنيان بالفترة البيزنطية.
وكان فريق " امشي وتعرف على بلدك " قد بدأ مساره الأسبوعي اليوم الجمعه 26-05-2023 وبمشاركة مائة مشاء من بلدة الزّاوِيــه وهي إحدى بلدات محافظات سلفيت وتقع حوالي 36 كيلومتر غرب مدينة سلفيت ويحدها من الشرق بديا من الجنوب رافات من الغرب كفر قاسم وقرية مجدل يابا أو «مجدل الصادق» المدمرة عام النكب ومن الشمال مسحه وعزون عتمه .ومن الجدير ذكره ان هناك قرية اخرى تحمل ذات الأسم الزّاوِيــه وتبعد إلى الجنوب الغربي عن جنين 16.5 كم .
يقع في جوار البلدة بقايا قرية أثرية هي (سيريسيا) من العصر الروماني والتي تقع غربها على بعد 3كم وفيها (دير قسيس) ويقع غرب البلده على مساحة كيلومتر واحد اضافة الى منطقة السدره وعيون الزاوية ومنطقة الرميله .
ويعود سبب التسمية إما لكثرة وجود زوايا صوفية للمتصوفين فيها والزّاوِيــه هي مأوى او مكان كان يتخذه الصوفيون طلبا للخلوه والعباده والسبب الأخر للتسمية هو لأن امرأة نذرت على نفسها نذرا ان تبنى زاويه إن نجى الله ابنها من الحرب او المرض .
وفي معاجم اللغة العربية الزّاوِيــه وهي مفرد وجمعها زاويات وزَوايا اي ركن البناء "زاوية البيت" وحَجَر الزَّاوية: الشيء الأساسي في الأمر، الجانب المهمّ في الموضوع والزاوية هي مأوى للفقراء والمتصوفة مثل الزاوية الصمادية والزاوية البسطامية والزاوية الدرويشية والزاوية السعدية والزاوية النقشبندية .
نالت بلدة الزّاوِيــه حصتها من المصادرات التي اودت بالاف الدونمات كان منها بناء المستوطنات والبؤر الأستيطانية مثل " ميغن دان " و " الكانا " واقامة الحواجز العسكرية والطرق الألتفافية بهدف ربط هذه المستوطنات بالأخرى المجاوره ، بالإضافة الى خطة العزل العنصرية من خلال اقامة الجدار العازل والبوابات الحديدية على مسار جدار الفصل غرب البلدة حيث يسمح احيانا بدخول المزارعين الفلسطينيين في اوقات محددة من السنه الى أراضيهم المعزوله غرب الجدار وبتصاريح خاصة .