الرئيسية » الاخبار »   31 كانون الأول 2022  طباعة الصفحة

خبز وفلافل عدنان داغر
 
اقتبس من نشرة المنتدى الصادرة عن منتدى الخبرات في بلدية رام الله
________________________________________________________________________________________________________________________________________________
 
مع كل موجة غلاء يتقلص حجم رغيف الخبز (الكماج) بينما يقل عدد الأرغفة للأنواع الأخرى التي يمكن شراؤها بالقيمة الاسمية للعملة نفسها.
هذا الرغيف "الكماج" الذي يتم "سخطه" مع كل موجة غلاء، وما اكثرها، هو الأكثر استهلاكا بين الأنواع الأخرى، حيث تتعامل به المطاعم كافة، كونه يصلح للساندويتشات اكثر من غيره، ولأنه الأشهر والأكثر شيوعا ويقبل المواطنون على شرائه أكثر من غيره، ولا فرق فيه بين أبيض وأسود.
بعض المخابز، التي حافظت على حجمه، قلصت عدد الأرغفة التي يمكن شراؤها بالقيمة الاسمية للعملة، وهو ما يعني أن المستهلك (المواطن) بحاجة الى زيادة المدفوعات لكي يشتري العدد نفسه من الخبز (لماذا لا يتم الزام المخابز على البيع بالوزن)؟
وبالمناسبة، أصحاب المخابز "طقّعوا" للسلطة ممثلة بوزارة الاقتصاد، عندما حاولت فرض سعر للكيلو غرام من الخبز، ولم يتقيدوا بالسعر المعلن من الوزارة.
اما المخابز التي أبقت العدد على ما هو عليه فقامت "بسخط حجمه"، وفي هذا خداع للمستهلك الذي يعتقد أن بإمكانه شراء العدد نفسه من الأرغفة بالقيمة الاسمية نفسها للعملة!
موجات الغلاء المتتابعة، لم تترك خيارا أمام المواطن سوى القبول بها، وتقليص مشترياته، في ظل انعدام الرقابة على الأسعار والأسواق، وعدم وجود "حماية" حقيقية للمستهلك، وانفلات غير مسبوق للجشع التجاري، والعمل على الإثراء بكل الوسائل!
واذا انتقلنا إلى انواع اخرى من الخبز، سنجد في بعضها غبنا شديدا للمواطن (المستهلك) فلماذا مثلا يتم بيع رغيف "الشراك" بشاقل واحد مع ان وزنه لا يساوي أكثر من وزن "كماجة"!
أما "الكعك بسمسم" فحدث ولا حرج، حيث تبيعه بعض المخابز بثلاثة شواقل ونصف الشاقل، ولا تساوي الكعكة الواحدة أكثر من رغيفي كماجّ.
يمكن الاستطراد في الكثير من الأمثلة، حيث لا يتسع المجال هنا للتفاصيل، ولكن دعونا نأخذ مثالا آخر، الفلافل، حيث يتم بيع "حبتين" فلافل بشاقل واحد، حيث تصل نسبة الربح فيها الى اكثر من 200%، وهو ما ينطبق على طبقي الحمص والفول أيضا! وهي وجبات رئيسية لمعظم الفئات الشعبية من الناس، فأين الرقابة "السلطوية" وحماية المستهلك من كل هذا؟!