الرئيسية » الاخبار »   03 تشرين الثاني 2020  طباعة الصفحة

الحياة الجديدة تكشف أسباب ارتفاع أسعار الخضار والفواكه

لبيرة– الحياة الجديدة- ملكي سليمان- تشهد أسعار الخضار والفواكه في الأسواق الفلسطينية، ارتفاعا ملحوظا منذ عدة أسابيع، سيما في ظل الظروف الاقتصادية التي يعيشها الناس في ظل تراجع الايرادات المالية لهم وبخاصة قطاع الموظفين العموميين وذلك منذ جائحة كورونا.

 

البندورة ملكة الخضار

وأكد عدد من باعة الخضار في سوق خضار مديينة البيرة (الحسبة) في مقابلات مع (الحياة الجديدة) على ان هنالك عدة اسباب ادت الى ارتفاع اسعار الخضار والفواكه وبخاصة البندورة منذ عدة اسابيع واهمها موجة الحر الشديد التي شهدتها البلاد وانتهاء موسم انتاج البندورة في محافظات الشمال والاغوار منذ شهر عدة شهور وتوريد كميات لا بأس بها من الخضار الى الاسواق الاسرائيلية وبخاصة خلال فترة الاعياد اليهودية.

وقال خليل حماد بائع الخضار في حسبة البيرة: ان موجة الحرارة التي شهدتها البلاد ولفترات طويلة ادت الى ضرب موسم البندورة وبخاصة في محافظة الخليل مما ادى الى انخفاض كميات الانتاج بشكل كبير بالاضافة الى ان كميات كبيرة من الخضار تذهب الى الاسواق الاسرائيلية وبخاصة خلال الاعياد اليهودية بالاضافة الى ان بندورة قطاع غزة لم تدخل اسواق الضفة حتى الان مشيرا الى ان كيلو البندورة الان استقر على 8 شيقل والكوسا 7 شيقل والفاصوليا ب 12 شيقل بعد ان وصل 30 شيقلا الكيلو والفلفل الحار يباع الان ب 7 شيقل الكيلو وكان ب 10 شيقل والليمون ايضا كان سعره مرتفعا بسبب موسم قطف الزيتون والرهزة الصغيرة تباع ب5 شيقل والكبيرة ب10 شيقلات.

واشار حماد الى ان هذا الارتفاع ساهم في تراجع اقبال الناس على الشراء نبسبة لا تقل عن 60 % وبخاصة البندورة مما اثر على البائع والمزارع ايضا وذلك نتيجة تدري الاوضاع الاقتصادية والبطالة وانقطاع الرواتب الحكومية وكذلك فان جائحة كورونا لها دور كبير في هذا التراجع الاقتصادي للناس.

 

صندوق البندورة بـ 120 شيقلا بالجملة

وقال بائع الخضار محمد احمد بائع الخضار في حسبة البيرة:" ان سعر صندوق البندورة سعة 18 كيلو يشتريه ب120 شيقلا وبعد ان يقوم بافراغه يجد فيه العديد من الحبات التالفة وهذا يعني ان رأس مال كيلو البندورة على البائع ب7 ويبيعه للناس ب 8 شواقل او كل اثنين كيلو ب15 شيقلا ومعتبرا ان ارباح باعة الخضار تراجعت بشكل كبير منذ عدة اسابيع.

وقال بائع الخضار سعيد ابراهيم:" انه قبل بداية شهر كانون اول المقبل سوف تنتهي ازمة ارتفاع اسعار البندورة والخضار بشكل عام وذلك مع بدء موسم انتاج البندورة في مناطق الشمال منها محافظة جنين حيث بدانا نشتري البندورة من مناطق الشمال بالاضافة الى كميات محدودة من منطقة الخليل التي يبدأ فيها موسم البندورة مطلع شهر تموز من كل عام وينتهي مع نهاية شهر تشرين اول في حين فان مناطق الاغوار لم تعد تنتج كميات كبيرة من الخضار بعد ان انتقل عدد من المزارعين الى زراعة النخيل كونها افضل من الخضار واقل تكلفة وبذل جهود.

وبحسب تقرير صادر عن الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني لشهر ايلول الماضي حول مؤشر الاسعار فان اسعار الخضروات والفواكه شهدت ارتفاعا بنسبة 19.65% واسعار الفواكة المجففة ارتفعت بنسبة 14.3% في شهر ايلول الماضي وبالتالي فان مؤشر اسعار المستهلك ارتفع بنسبة 1,26% بسبب الارتفاع الحاد في اسعار الخضروات.

 

وزير الزراعة: البندورة ليست تركية

واكد وزير الزراعة رياض العطاري على ان الاسواق الاسرائيلية تقوم بشراء عشرة اصناف من الخضار الفلسطيني ومنها البندورة وان ما اشيع عن وجود بندورة تركية في الاسواق الفلسطيني غير دقيق وانما هي بندورة فلسطينية حيث تم زراعة 60 دونما من البندورة في منطقة الكفريات ولان البندورة معبأة بصناديق تحمل اسماء واشارت باللغة العبرية اعتقد الناس انها مستوردة من تركيا.

واضاف الوزير العطاري على ان خطة الحكومة في مشاريع العناقيد الزراعية مستمرة في المحافظات وبخاصة في محافظة قلقيلية حيث تم ايجاد 430 فرصة عمل خلال عام وسيتم توفير 2300 فرصة عمل خلال الثلاث سنوات المقبلة.مشددا على اهمية التكامل بين كافة القطاعات الصناعية والزراعية والخدماتية لان تعزيز القطاع الزراعي لا يأتي من خلال زيادة المساحات المزروعة وانما بحاجة الى عمل تكاملي بين كافة القطاعات الانتاجية فلا بد من توفير المواد اللازمة في التغليف الانتاج الزراعي من خلال المصانع الفلسطينية وليست الاجنبية.

 

دور جمعية حماية المستهلك

 وتعقيبا على ارتفاع اسعار الخضار والفواكه في الاسواق قال صلاح هنية رئيس جمعية حماية المستهلك لـ( الحياة الجديدة):"ان الجمعية اجمعت مع الادارة العامة لتسويق بوزارة الزراعة قبل ثلاثة ايام تم خلاله مناقشة الفروقات في اسعار الخضار والفواكه في الاسواق والناتجة عن انخفاض في كميات الانتاج وبخاصة البندورة خلال الفترة الماضية مما ادى الى ارتفاع اسعارها بالاضافة الى ان زيادة عدد الوسطاء بين المزارعين وتجار الجملة والمفرق الى حين وصولها للمستهلك يساهم بشكل كبير في زيادة اسعار السلع ومنها الخضار حيث إن لهؤلاء دور كبير في ذلك م ونحن في جمعية حماية المستهلك توجهنا الى وزارة الزراعة من اجل العمل على الحد من عدد الوسطاء وبخاصة في الاسواق المركزية ومنها حسبة ( بيتا) في محافظة نابلس وغيرها من اسواق البيع بالجملة وقد وعدتنا الوزارة بالعمل على ذلك.

وشدد هنية على ان المزارع في هذه المعادلة هو الخاسر الوحيد والوسطاء هم المستفدين بالدرجة الاولى والاكثر ربحا مشددا على ان اسعار الخضار وبخاصة البندورة ترتفع كل عام خلال المرحلة الانتقالية من العام ومن المتوقع ان تعود الاسعار الى ما كانت عليها خلال الفترة القليلة المقبلة بالتحديد قبل منتصف شهر تشرين ثاني الجاري.

وخلص هنية الى القول:" ان جمعية حماية المستهلك تتلقى شكاوى المواطنين على ارتفاع اسعار الخضار والسلع الغذائية وتقوم بالمتابعة مع وزارة الزراعة والتجار انفسهم حيث يلجأ البعض منها الى زيادة الاسعار دون وجود مبررات واحيانا تكون زيادة الاسعار لفترات محدودة والتي تتزامن مع الاعياد والمناسبات حيث إن وزارة الزراعة متعاونة مع جمعية حماية المستهلك بشكل كبير في ايجاد الحلول المناسبة لاي حالة تحدث.