الرئيسية » الاخبار »   02 تشرين الثاني 2020  طباعة الصفحة

المنتج الغذائي الفلسطيني الدكتور محمد الريماوي

خاص ب (صدى المستهلك ) الصادر مع صحيفة الايام بمناسبة يوم المنتجات الفلسطينية

مر المنتج الغذائي الفلسطيني ومنذ نشاته بمراحل متعددة، فقد عانى ولا يزال من اعاقات المحتل المتعددة والتي اقلها الحرمان من استيراد مواد اولية اساسية للانتاج، مرورا بحجز مواد اساسية اخرى لفترات طويلة في الميناء، اضافة لإغراق السوق بمنتجاته وبأسعار اقل من التكلفة، واحيانا اقتحامات للمصانع واعتقالات لاعاقة التطوير والانتاج، ولضرب قدرة المنتج المحلي على الصمود والمنافسة. ومع ذلك خاض المنتج الفلسطيني نضالا مريرا ليثبت اقدامه ولينافس بشراسة في السوق، في غياب الحماية والدعم اللازمين لاستمراره وتطوره. واستطاع عبر مراحل متعددة من تطوير انتاجه ليضاهي ويتفوق على منتج المحتل وبعض المنتجات المستوردة.                          

واصبح من المعروف لغالبية المواطنين ان المنتج المحلي ذو جودة عالية، ويخضع لرقابة شديدة من جهات الاختصاص الفلسطينية، لحماية المستهلك ولضمان منتج ذو جودة عالية.

لقد تمكن المنتج الفلسطيني ومن خلال تطوير مستمر لنوعية المنتج من كسب ثقة المواطن الفلسطيني، رغم محاولات الاحتلال بامكانياته الاعلامة والدعائية والمالية من التأثير على خيارات الشراء لدى المواطن الفلسطيني.                       

وعلى الرغم مما تحقق من نجاحات، لا نزال مع الاسف نسمع في بعض الاحيان، ومن بعض المواطنين، الهمز واللمز في حق المنتج الفلسطيني، دون الارتكاز على حقائق علمية، او على معلومات حقيقية، وهذا يتطلب من المنتِج الفلسطيني العمل على بناء برنامج طويل الامد للدعاية والتعريف بالمنتج المحلي وبميزاته من ناحية، ومن ناحية اخرى العمل الجاد والدؤوب للتطوير المستمر له.                                            

كما يتطلب من السلطة سن القوانين والتعليمات التي تساهم وبشكل فعال في حماية منتجنا، والتضييق على منتج الاحتلال   عبر تبني خطوات مدروسة تحقق المطلوب دون التعرض لعقوبات تفقد هذه القرارات القدرة على التنفيذ او الصمود. وفي هذا المجال فان تجربة وزارة التربية والتعليم نموذج يحتذى في دعم المنتج الفلسطيني، وفي وضع اعاقات حقيقية امام منتج الاحتلال. لقد منعت تعليمات وزارة التربية دخول كافة منتجات المستوطنات ومنتجات الاحتلال قاطبة من الوصول الى اكثر من مليون طالب طوال فترة تواجدهم في المدارس، وخلا اكثر من الفي مقصف مدرسي من اي منتج اسرائيلي. كما نفذت الوزارة برامج توعوية مستمرة للتعريف بالمنتج الفلسطيني واولوية استهلاكه، ولرفض منتجات المحتل ورفض استهلاكها، وحققت نجاحا غير مسبوق في هذا المضمار، وتمكنت ومن خلال حوار مباشر مع المنتجين الفلسطينيين من ان يتم انتاج مواد غذائية ذات مواصفات خاصة بطلبة المدارس، توائم احتياجاتهم التغذوية، وتحد من امكانية استهلاكهم لمواد غير تغذوية.

ان من الاهمية بمكان الاطلاع بعمق على هذه التجربة ودراستها والافادة منها في بناء سياسات دعم منتجاتنا المحلية.                                                              

كما ان هناك دورا مهما على مؤسسات المجتمع المدني القيام به، هذا الدور يجب ان يرتكز على رؤى وخطط وبرامج مدروسة وفاعلة لدعم المنتج الوطني ومقاطعة منتجات الاحتلال. وكذا الاعلام الرسمي والاهلي مطالب بالقيام بأدوار مبنية على خطط بعيدة المدى تمتاز بالمرونة والقدرة على استخدام ادوات اعلامية فعالة لاحداث التغيير المطلوب في السلوك الاستهلاكي للمواطن.