الرئيسية » الاخبار »   18 تشرين الأول 2020  طباعة الصفحة

"سوق الفلاحين".. مساحة لدعم المزارعين وربّات البيوت، ومنتجات بجودة عالية للمستهلك

 

2020-10-12

كتب يوسف الشايب:
على الرغم من انشغال كثيرين من شاغلي زوايا "سوق الفلاحين" بموسم الزيتون، إلا أن أصناف المصنوعات الغذائية والمأكولات البيتية الصحية، علاوة على الخضراوات والفواكه، كانت حاضرة، كما عديد أبناء أو بنات المشاركين، يواظبون على التواجد في السوق التي أطلقتها مبادرة "شراكة" نهار كل سبت في ساحة مركز البيرة الثقافي، وكل أحد في حديقة مركز خليل السكاكيني الثقافي برام الله.
من اسمها، فإن المبادرة تقوم على مد جسور الشراكة بين عديد المؤسسات الرسمية والأهلية لدعم صغار المزارعين وربّات البيوت بالدرجة الأولى، وتمتد لعدّة أشهر، وتحمل هذا العام، وفق فريد طعم الله، أحد المبادرين إليها، شعار السوق الأخضر، مع مراعاة وسائل الوقاية والبروتوكولات الصحية جراء انتشار فيروس كورونا.
طعم الله، أشار، إلى أنه، ومنذ عدة سنوات، أسس وزملاء له من أنصار العمل التطوعي مبادرة انطلقت من رام الله بعنوان "شراكة"، ونعني بها الشراكة ما بين المزارع والمستهلك، وتهدف للعودة إلى الجذور في تقنيات الزراعة التقليدية من جهة، وإلى تعزيز أنماط الاستهلاك التقليدية من جهة أخرى، علاوة على تشجع الزراعة البلدية والموسمية، والحفاظ على البيئة.
و"سوق الفلاحين"، وفق طعم الله، جاءت بعد تنظيم "شراكة" لأنشطة عدة، أبرزها سوق موسمي للمزارعين باسم سوق "أكلي بلدي" في ساحة المحكمة العثمانية في البلدة القديمة لمدينة رام الله، وهدفت أيضاً إلى إسناد صغار المزارعين.
ويقول: علينا توفير الدعم اللازم للفلاح للبقاء في أرضه عبر تسويق منتجاته البلدية، بسعر معقول يوازي مجهوده ويحفظ كرامته، عبر توفير منتجات بلدية نظيفة للمستهلك بسعر معقول أيضاً.
ولا يقتصر الباعة الدائمون أو شبه الدائمين في مركز البيرة أو "السكاكيني" على المزارعين وربّات البيوت من محافظة رام الله والبيرة، فحسب، فهذه هناء، الطالبة الجامعية، تحل محلّ والدتها أم علي، المشغولة في قطاف الزيتون في إحدى بلدات طولكرم، تبيع العسل البلدي، والجبن البلدي، واللبنة، والصابون، والمخللات، ومنتجات أخرى، بل وتسوّق لها عبر صفحة كانت أنشأتها لترويج منتجات والدتها في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وهو ما حظي بنجاح بين زميلاتها وزملائها في الجامعة، وتسعى إلى ترويجه، عبر تواجدها أمس في رام الله، وأول من أمس في البيرة.

وبالإضافة إلى تلك المأكولات المصنعة يومياً، تجد الفواكه الموسمية، وبينها الجوافة القادمة من قلقيلية، والبرتقال، وخضراوات متنوعة طازجة ومضمونة المصدر، لسيدات بعضهن لا يزلن يحافظن على ارتداء الأثواب المطرزة، كما يحافظن منذ سنوات على بيع منتوجات أرضهن، لمساعدة أسرهن، خاصة في ظل جائحة "كورونا" التي فاقمت تداعياتها الأوضاع الاقتصادية سوءاً.
ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة واستمرار جائحة "كورونا"، فإن العديد من البلديات أعجبتها فكرة "سوق الفلاحين" في البيرة ورام الله، وبدأت بإقامة أسواق فلاحين مشابهة في كل من بيت لحم وبيرزيت ونابلس، وفق طعم الله، علاوة على أن بلديات أخرى بدأت تخطط لإنشاء أسواق مشابهة.
وحسب صلاح هنية، رئيس جمعية حماية المستهلك في محافظة رام الله والبيرة، فإن التسويق المباشر للمحاصيل الزراعية الفلسطينية يساهم في تعزيز صمود المزارع على أرضه ويجعل من العمل الزراعي عملاً مربحاً ومجزياً.
وقال لـ"الأيام": نرى تعدد تجارب التسويق المباشر وتفاوت آثارها على المزارع خصوصاً القدرة على جذب المتسوقين في ظل "كورونا"، وتراجع القدرة الشرائية وثقل الاحتياجات للأسرة الفلسطينية.
ووصف هنية "سوق الفلاحين" بالمهم لكونه يساهم في إسناد المزارعين، مشيراً إلى دوره الإيجابي في هذا الجانب، وإن كان بحاجة إلى ترويج أكثر لجذب مستهلكين خصوصاً أن الشركاء فيه متنوعون وكل يستطيع أن يجذب ويجلب جمهوره.
وسبقت السوق وتخللتها عدة نشاطات للتسويق المباشر كلها تصب في ذات العنوان والهدف، وهو دعم المزارع الفلسطيني، مثل تسويق الشمام والبطيخ وعنب الخليل وعنب بيت دقو، وبادرنا لتسويق الجوافة بالتنسيق مع الغرفة التجارية في قلقيلية، الا أن الموسم ذاته هذا العام لم يكن مشجعا بسبب موجة الحر.
وأشار هنية إلى أن التعاون من قبل وزارة الزراعة في عمليات التسويق المباشر شكل حافزاً مهماً، وأضاف: "تابعنا معهم هذا الأمر حيث واكبنا في بداية الجائحة انخفاض أسعار الجبنة البيضاء، الذي أضر بالمزارع، فسارعنا في الجمعية إلى طرح الموضوع مع وزير الزراعة والأطر الزراعية، وإثر ذلك تم تنظيم أوسع حملة تسويق مباشر للجبنة البيضاء، وبأسعار عادلة للمزارع والمستهلك، وتمكنا من إنقاذ الموسم، وعدم فسح المجال للتاجر ليفرض السعر الذي يريد، والذي هو "أقل من التكلفة"
.