الرئيسية » الاخبار »   16 حزيران 2020  طباعة الصفحة

قناديل الجبل: نواة لمبادرة مفتوحة تستهدف الأغوار بقلم: اكرم مسلم

أصغيت في جولة ميدانية لمناطق في الأغوار الشمالية لقصص صمود مذهلة، أبطالها رجال ونساء في بيوت متناثرة على مساحات واسعة، تلال وجبال، هؤلاء المتروكون يحرسون الوجود الفلسطيني المستهدف بعنف في مناطق "ج". الاحتلال نثر مستوطنين رعاة مع أبقار قليلة في كل المناطق قليلة السكان وأخذ يحتل الحيز جسديا، فيما أخذ يغلق مراعي الفلسطينيين على أمل اقتلاعهم نهائيا. يمكن عمل الكثير الكثير وبجهود بسيطة لبيوت زاهدة فيها أناس يفيضون كبرياء، فهم يقولون لزائريهم من "المركز" نحن لا ننتظر الإغاثة، ونرفض النظر إلينا كمحتاجين، ما نريده هو دعم مقومات صمودنا.
يحتاجون لخزانات مياه، بيوت متنقلة تشبه الخيام كي لا يهدمها الجيش، تسهيلات تساعدهم على توصيل أبنائهم للمدارس المتباعدة بسبب تناثر المساكن.
وما يثير الانتباه والشعور بظلمة أيامنا، أن الكثيرين منهم بلا كهرباء، على الرغم من أن الحلّ سهل ومتوفر، وبعضهم حصل عليه بجهد شخصي أو من بعض المؤسسات: وحدات طاقة شمسية، لا يحتاج البيت متواضع الحجم والاحتياجات إلا إلى وحدة طاقة شمسية واحدة (أربعة ألواح وبطارية، لا تتجاوز كلفتها ألفي دولار). مثلا قرية بزيق التي تحمي عشرات آلاف الدونمات مؤلفة من 42 بيتا على شفة الأغوار، فيها فقط 8 بيوت مضاءة. مخجل!
سمّى مسيّر رحلتنا إلى الأغوار جمال مبسلط من الاتحاد العام للفلاحين، هؤلاء المنثورين على الجبال قناديل الجبال، سحرتني التسمية، فقلت: لماذا لا نشعل القناديل، وتصرفت، وأنا أحلم، في التسمية قليلا لضرورات الايقاع: "قناديل الجبل" مقابل قناديل البحر، فقناديل البحر جميلة أيضاً لكنها تلسع أعداءها وتؤلمهم.
ربما في الأمر مخيلة كاتب، لكن أزمة مشروعنا الوطني منذ أوسلو أنه افتقد إلى المخيلة، وإلى الفكرة التي تكافح لتتحول إلى مشروع. لماذا حلم؟ ولدينا عدد كبير من مؤسسات القطاع الخاص العاملة في مجال الطاقة الشمسية، ألا يمكن استنهاضها؟
لدينا مؤسسات قطاعية، فمثلا لماذا لا تضيء المؤسسة المهتمة بالتعليم المدارس وتحقق حلم طلابها بأجهزة لوحية تصلهم بفلسطينهم وبالعالم؟ لماذا لا نطرق أبواب مؤسسات كالتعاون والقطان وكذا الشركات العاملة في المجال، والشركات التي تحب الدعاية أيضا! صحتين!
هل نستطيع أن نضيء ليل قناديل جبالنا المهددة؟ سؤال مفتوح على الحلم وعلى الأمل.
وختاما، الشكر للجهة منظمة الجولة، المجلس الحركي للعمل الأهلي في إقليمي رام الله وطوباس، وجمعية حماية المستهلك في محافظة رام الله والبيرة.