الرئيسية » الاخبار »   08 نيسان 2020  طباعة الصفحة

هل صحيح ان البيئة هي المستفيد الاول من انتشار فيروس كورونا؟ محمد سعيد الحميدي _ الرئيس التنفيذي لمجلس تنظيم قطاع المياه
 

نشرت بعض وسائل الاعلام العديد من الصور الايجابية لاستفادة البيئة من الوضع الحالي وفي مناطق مختلفة من العالم. وذهب البعض للقول ان ما تحقق "بفضل" الفيروس فاق ما حققته دول كثيرة وبانفاق عال للحد من التلوث.
فلسطينا، وفي بعض غفلة من العالم اقدم مستوطنون من تجمع مستوطنات غوش عصيون على اغراق اراضي زراعية مزروعة بالعنب من أراضي بلدة بيت أمر شمال الخليل، بالمياه العادمة. وقام قطعان المستوطنين بقطع العديد من الاشجار في عدة مناطق.
وفلسطينيا ايضا، وفي "زمن كورونا"، وبينما غالبية الناس في بيوتهم مع التزام الغالبية بتعليمات الحجْر المنزلي ، بدأت تظهر على صفحات مصوري الحياة البرية في فلسطين صور لأعشاش وبيوض الشنّار، وكأنها تعيش في مأمن، وهو ما ينطبق على الغزال الفلسطيني، وعديد الحيوانات التي كانت عرضة للصيد الجائر، ونفس الأمر ينطبق على النباتات والزهور، وكذلك على نقاء وصفاء الجو من الغبار وانبعاثات الغازات الضارة وربما السامة، فالمشاهد في فلسطين تتوافق مع تقارير دولية بأن البيئة بتنوّعاتها استعادت عافيتها في "العصر الكورونيّ"
ومع أن موسماً واحداً لا يكفي لإنقاذه البيئة . فالنباتات والورود ستنتشر في فلسطين هذا العام كما لم تنتشر من قبل، الا ان مرتادي الجبال ورغم المطالبة بعدم الخروج من المنازل للحيلولة دون تفشي الوباء ازدادوا بوتيرة مضاعفة مؤخرا، وهذا قد تكون له آثار سلبية على الحيوانات البرّية، خاصة الطيور، التي بدأت مرحلة "التعشيش"، فكثرة مرتادي الجبال من جهة ضاعفت من معاناة هذه الطيور، لا سيما بيض الشنّار حيث تواجد، والذي بات العثور عليه وسيلة للتسلية للأسف،
عالميا أظهرت صور التقطتها الاقمار تراجع تلوث الهواء في المناطق الحضرية في أنحاء أوروبا خلال الإغلاقات المفروضة لمكافحة انتشار فيروس كورونا. فقد تراجع متوسط مستويات ثاني أكسيد النيتروجين الضار في مدن من بينها: بروكسل، وباريس، ومدريد، وميلانو، وفرانكفورت. ويتزامن هذا مع الإغلاق في الكثير من الدول الأوروبية التي قيّدت النقل على الطرق، وحركة الطائرات الذي يعد أكبر مصدر لأكاسيد النيتروجين، وأبطأت انبعاثات غازات المصانع.
وفي مدينة البندقية اصبحت مياه قنوات المدينة نقية وشفافة، ولوحظت الأسماك الصغيرة بشكل أكثر بكثير مما كانت عليه سابقا. كما عادت البجع إلى القنوات مرة أخرى وتم مشاهدة حتى الدلافين في القنوات! الأمر الذي لم يشاهده سكان البندقية منذ 60 عامًا على الأقل.
وفي الصين اظهرت بعض الدراسات أن متوسط "أيام الهواء ذات الجودة العالية" ارتفع في شهر فبراير الماضي بنسبة 21.5٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. كما أظهرت صور الأقمار الصناعية انخفاضًا حادًا في انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين وغياب غيوم الغاز والغبار فوق الصين.
السؤال المهم: هل هذا التحسن مؤقت ؟
نعم انه كذلك فبعد فترة ونسال الله ان لا تكون بعيدة ستعود حركة المواصلات والطائرات والمصانع وقد يكون بوتيرة اعلى من ذي قبل للتعويض عما فات
من هو المستفيد اذا: فقط من استفاد من الدرس واعاد التفكير بكيفية التغيير وان حماية البيئة ممكنة بشرط توفر الارادة لذلك