الرئيسية » الاخبار »   19 آذار 2020  طباعة الصفحة

- احتواء الوباء - التدابير منا ، والتقدير من الله الدكتور سهيل ابو شوشة

  سبق الوباء سرعة تعاطينا مع انتشاره؛ فالأمر صار يتجاوز حد التوعية والوقاية  ويستدعي ضرورة العمل على احتوائه قبل فوات الأوان، الحجر المنزلي التلقائي ،والحجر المنزلي الإلزامي لم يعودا كافيين للحد من سرعة انتشاره، لأسباب ثقافية واقتصادية. فيشهد لحكومتنا السبق بالإعلان عن حالة الطوارئ، لإدراكها خطورة الوباء مع الإمكانات المادية المتواضعة التي سخرت مع القدرات العسكرية و العلمية والفنية لمواجهة هذه الكارثة التي حلت بالبشرية بشكل سريع ودقيق،،، ولكن،،، ما زال الخطر محدقا ، وما زلنا نخشى من تطور سرعته ليتجاوز الأماكن كما فعل في مناطق أخرى متقدمة، وعليه يبقى السؤال الملح؟

كيف يمكن التعامل مع الوباء مكانيا للعمل على الحد من انتشاره وتقليل خسائره.

خلية الازمة تعمل بمنهجية تراتبية لإدارة الكوارث، آخذين بعين الاعتبار هشاشة المناطق وضعف قدرتها على المواجهة، تبدأ من التوعية بأنواعها، والوقاية في آلياتها، والاحتواء و الاحتواء المشروط، وصولا إلى منع التجوال وتحديد الأسعار والكميات، ونشر الجيش وحماية الموارد الطبيعية والبشرية وضبط المدن وحدودها ومقوماتها وأرثها وكل ذلك ضمن منهجية تراتبية زمانيا ومكانيا، مبنية على التخطيط المسبق للحدث، الذي يشمل الدراسات التشخيصية والخطط الاستراتيجية وغيرها من الوثائق والتعليمات جميعها مكتوب ومجرب مسبقا قبل وقوع الحدث.

الحدث وقع والمطلوب العمل الفني المتخصص والعاجل لتنفيذ الحماية والحد من تفاقم الأضرار مكانيا وزمنيا، فعندما تقع الكوارث الطبيعية كالسيول والحرائق يمكن رصدها وتتبعها واستشرافها مكانيا وزمانيا، وهذا يعطي صاحب القرار اتخاذ القرارات المناسبة للتعاطي مع الحدث اثناء وقوعه وحماية المواطنين وتقليل الاضرار. هنالك عدة ادوات جغرافية وهندسية لرصد وتتبع الكوارث الطبيعية واستشرافها، ويعود ذلك الى ان عدد كبير من مؤشرات الكوارث الطبيعية مرئية ومسموعة ولكن كارثة کورونا فيروس (COVID-19) البشرية ، لا يمكن رؤيتها او سماعها ولا رصدها إلا بعد وقوعها وبفارق زمني كما كنا نشاهد في الافلام.

المواجهة تبدأ من المكان... فإن عدم التنقل والبقاء في المنازل كان مطلب منظمة الصحة العالمية وجميع الحكومات وهذا يسلط الضوء على أهمية "المكان"،  كـ طريقة وأسلوب في مواجهة هذا الوباء و سرعة إصابته وتنقله بين الاماكن والافراد، لاشك أن المواجهة تشمل عناصر عدة غير "المكان"، ولكن اتحدث هنا من باب تخصصي، محاولا وضع منهجية باستخدام الانظمة الجغرافية المتاحة وربطها بالمعطيات الطبوغرافية  للحد من انتشار الوباء ومساعدة الحكومة على محاصرته زمانيا ومكانيا حتى وضع الحلول الطبية والعلاجية.

المكان هو تواجد المصاب حامل الوباء ضمن محيط تتوفر به جميع الاحتياجات، بعيدا عن المواطنين بمسافة لا تقل عن 200 متر، وللحد من الإصابة بالوباء ؛على الجميع الالتزام بالبقاء في منازلهم والخروج يكون مشروطا بشكل يومي بأذن من الجهات الخاصة سواء لشراء الاحتياجات أو للعمل وفي حال أصاب المكان بالوباء يجب الإبلاغ لتحديدها مكانيا و زمنيا بهدف المعالجة.

المعالجة تبدأ من التباعد الاجتماعي وذلك بتحديد مناطق التجمعات العمرانية من خلال تحليل النسيج العمراني وملكياتها وحركة النقل والمرافق العامة و المنشآت السياحية والصناعية والزراعية بمكان الاصابة وتحديد الحدود الفيزيائية المحيطة بالتجمعات بفاصل هوائي 20 متر كحد أدنى، ويتم ترقيم التجمعات على ألا يتجاوز التجمع دائرة قطرها 500 متر ومطابقتها على المعلومات المكانية المتوفرة من الجهات ذات العلاقة.

 المعلومات المكانية: تكمن إدارة الازمات في الكوارث بالقدرة على معالجة وتحليل المعلومات وفق معطيات الحدث في الوقت الحقيقي، ومن المعلومات الهامة:  أماكن الإصابة ، أماكن الدفن، أماكن الحجر الصحي، أماكن الحجر المنزلي، المشافي، المراكز الصحية، المدارس ، الجامعات، الفنادق، خزانات المياه الرئيسية، المراكز التجارية، المحلات التجارية ، المخابز، مصانع المواد المعقمة، مراكز الدفاع المدني، مراكز الهلال الاحمر، مكبات النفايات الصحية، مراكز التبرع في الدم، المنتزهات، المطاعم، محلات الخضار، مقرات الامن الوطني، مقرات الشرطة، مصانع البدلات الواقية، مناطق العبور مع إسرائيل، أسماء المصورين بتقنية طائرة الدرن، مخططات قطع الأراضي ، مخططات مسطحات البناء، مخططات حدود المجالس المحلية، صور جوية محدثته، شبكات البنية التحتية...الخ

 الفريق والمعدات: نظرا للتجمعات السكانية الفلسطينية وعدم تواصلها بعضها ببعض ، فإننا نرى شخص واحد متخصص من المؤسسات التالية :  وزارة الحكم المحلي، سلطة الأراضي ، دائرة الأملاك ،  الإحصاء المركزي، وزارة الأشغال ، والصحة العامة والاتصالات السلكية وللاسلكية بالإضافة لعدد 3 مساحين وجميعهم يمتلكون القدرة على استخدام الانظمة الجغرافية وادخال البيانات. كما و يطلب عدد 12 من المصورين متخصصين في قيادة طائرات الدرن، وعدد 11 من البالونات الطائرة  مزودة بكاميرات مربوطة بشاشات العرض،  أما بخصوص المعدات: فإن الفريق بحاجة لأجهزة حاسوب متطورة وشاشات عرض عدد 11 شاشة بالإضافة لطائرات درن مزودة بمكبرات صوت عدد 22 طائرة .

   
 
   
           

نطمح إلى: تقديم  إجابات عن، كيفية ترسيم المناطق المصابة وفصلها جغرافيا، كيفية احتواء الوباء وطريقة وصوله، ترسيم مراكز الحجر وترسيم منطقة آمنة محيطة بالمراكز، مراقبة النسيج الاجتماعي ومدى التزامه بالتعليمات، إدارة النقل والتموين، اعطاء مقترحات لمناطق ايواء المصابين وفق النسيج العمراني، تحديد المواقع الاستراتيجية وفق الكثافة السكانية....الخ

خرائط رصد وبائية لتجسيد الواقع ومحالة الاحتواء

أعانكم الله وسدد خطاكم وبارك جهودكم ووفقكم لما فيه مصلحة للوطن /  دعواتنا لكم ولفريق العمل دوام الصحة