الرئيسية » الاخبار »   12 آذار 2020  طباعة الصفحة

الدكتور عدنان ملحم يكتب عن التعليم الإلكتروني في فلسطين كلمة حق
 
 التعليم الإلكتروني في فلسطين ..كلمة حق 
🔲 إغلاق الجامعات والمعاهد العليا في فلسطين ، جراء تطبيق نظام الطوارئ في البلاد قبل عدة أيام . بهدف محاصرة انتشار فيروس الكورونا سيء الصيت والسمعة . أدى إلى توجهها جميعا دون استثناء إلى نظام التعليم الإلكتروني . كبديل مؤقت لضمان مسيرة التعليم فيها أولا ، وحرصا على مستقبل ومسيرة طلبتها ثانيا ..
🔲 والتعليم الإلكتروني هو نظام تقديم المناهج (المقررات الدراسية) عبر شبكة الإنترنت أو الأقمار الصناعية أو الاسطوانات أو التلفاز التفاعلي، للوصول إلى المستفيدين . وتقديم المواد العلمية كاملة دون زيادة او نقصان ..
🔲 ويتطلب نجاح هذا النوع من التعليم ، أن يكون جسده ومكوناته وتفاصيله وأدواته ، جزءا أساسيا في الخطط والمناهج والبرامج الأكاديمية لكل البرامج والتخصصات الموجودة في مؤسسات التعليم العالي في فلسطين ..
🔲 ولذلك فهو بحاجة إلى توفير البنية اللازمة في هذه المؤسسات، من تجهيز كامل للفصول الإلكترونية ومعامل الحاسوب، والبرامج الخاصة التي تناسب كل تخصص علمي لوحده ، وكذلك تجهيز وإعداد الطواقم الفنية المتخصصة ..
🔲 ولا يمكن أن تنجح خطط التعليم الإلكتروني، دون إعداد كامل لطواقم الأكاديميين الذين يستخدمونه من ألفه إلى يائه..كل حسب طبيعة تخصصه العلمي ومسماه الوظيفي.. كما يجب جعل هذا التعليم مكونا أصيلا من علوم و خبرات الطلبة على اختلاف تخصصاتهم أيضا.. يرافق مسيرتهم الدراسية من مرحلة دخولهم الجامعة حتى تخرجهم .وأن يتقنوا أدواته بالتوازي مع إتقانهم و نجاحهم في مواد تخصصاتهم ..
🔲 و يجب ألا ننسى وجوب توفير شبكات وإمكانيات وطنية متطورة تغطي جميع أرجاء الدول التي تقبع فيها مؤسسات التعليم العالي ، وضمن إمكانيات الطلبة وأسرهم المادية وظروفهم أيضا..
🔲 لن أذيع سرا أن التعليم الإلكتروني في مؤسسات التعليم العالي في فلسطين محدود الإمكانيات والقدرات والكفاءات.
وإن تفاوت واقعه من مؤسسة إلى أخرى.. ومن تخصص إلى آخر .. ومن كلية إلى أخرى.. ولن أذيع سرا إذا قلت أن الكثير من العاملين في هذا المجال ، يعتقدون أن تصوير المحاضرات العلمية ، و تبادل الواجبات والتقارير والمهمات وإجراء بعض الامتحانات الموحدة ، هو في حد ذاته ذروة وسنام التعليم الإلكتروني..
🔲 ولن أفشي سرا إن قلت أن التعليم الإلكتروني في مؤسسات التعليم العالي في فلسطين، فقير ومحدود وموسمي وغير فعال .. ويعتمد عليه كوسيلة لإظهار تميز جامعة أو مؤسسة عن أخرى لا غير .. وسأظل أذكر تجربة أحد الأصدقاء الأعزاء في إحدى الجامعات العربية العريقة ، حين كان ينظم فصولا افتراضية لمساقاته ، لا يحضرها سوى قلة قليلة من الطلبة .. واقعها لا يسمن ولا يغني من جوع ..
🔲 ولا أنسى سؤال والد إحدى طالبات كلية الطب وعلوم الصحة، عن مدى استفادة ابنته من النظام موضع النقاش .. وقلق طالبة في كلية العلوم الإنسانية بسبب عدم قدرتها على فهم واقع وتفاصيل التعليم الإلكتروني المقترح.. وتساؤل زميل لي مازحا إن كان النت في قريته يستطيع أن يستوعب مكونات محاضراته العلمية ..
🔲 ولذا اوجه نداء عاجلا إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في فلسطين لدراسة جدية واقع التعليم الإلكتروني..في ظل الشروط التي أسلفت الحديث عنها ..وذلك استعداد للظروف التي يمكن أن تفرض على شعبنا الفلسطيني البطل ..
🔲 وأرجو ألا يفهم جميع الزملاء والزميلات في جميع مؤسسات التعليم العالي في فلسطين ، أنني أقلل من تجربتهم وخبراتهم و عوالمهم.. ولكنني أقول ما تراه عيناي طوال عشرات السنوات دون زيادة او نقصان .. أستطيع أن أنظم قصائد غزل ومدح في واقع التعليم الإلكتروني في الجامعات والمعاهد العليا الفلسطينية كافة .. لكن ذلك لن يدفع سفينة التعليم خطوة واحدة إلى الأمام..خاصة إذا حاصرت موانئ واقعنا سفن الظروف والطوارئ المختلفة ..
🔲 ولا يختلف واقع التعليم الإلكتروني في الدول العربية الكثير عن واقعنا. وإن كانت جامعاتنا ومعاهدنا العليا في فلسطين ، تمتلك الكثير من المميزات ..
🔲 اما الحديث عن واقع التعليم الإلكتروني في مدارسنا، فهو يشبه الحديث عن الأساطير الخيالية .. باستثناء بعض المدارس الخاصة جدا ، والتي نعرفها بشكل جيد .. ونستطيع أن نعلل ذلك بطبيعة المناهج والإمكانيات والأقساط الخيالية التي يدفعها أولياء أمور الطلبة ..
🔲 "اللهم هل قد بلغت .. اللهم فاشهد " ..
🔲 "نص وشهادة د. عدنان ملحم " 🔲