الرئيسية » الاخبار »   09 آذار 2020  طباعة الصفحة

تعميم ثقافة الحيطة والحذر وليس ثقافة الشك ... حسن عبد الله

بعد أربعة أيام من المكوث في البيت ، على خلفية تعطيل الدراسة في الجامعات والكليات ، ذهبت اليوم إلى السوق لشراء احتياجات الأسرة من خضار وفاكهة ولوازم أخرى. وقد شعرت وكأنني غبت عن رام الله سنوات، وأنا " المدمن " على أسواقها وشوارعها، ولا يمر يوم واحد دون جولة في السوق ، اشتري الخضار والفاكهة بنفسي بعد أن اتفقدها حبة حبة، وأعيش هذه المتعة ولا أملها رغم تكرارها وتكرارها.
أعرف الباعة في السوق واحداً واحداً، وأنا على دراية بأمزجتهم وأخلاقياتهم في التعامل مع المشترين.
وخلال عملية الشراء أتبادل الحديث مع هذا البا ئع أو ذاك، وغالباً ما أتعرض لوابل من الأسئلة في السياسة والاقتصاد والثقافة. أما السؤال التقليدي" وين أمورنا رايحة يا أستاذ؟"
وهم إضافة إلى احتكاكنا اليومي في السوق، عرفوني أيضا ًمن خلال شاشة التلفاز على مدى عقدين من الزمن ، معداً ومقدماً لعدد من البرامج، وبالتالي يحاول بعضهم استثمار وجودي، لعلي أشفي غليله بإجابات واضحة وسريعه ومختصرة ، لأنهم يضيقون ذرعا بإطالات المثقفين ومقدماتهم التي لا تنتهي.
كانت العلاقة اليوم في السوق مختلفة، الوجوه متجهمة، الحديث رسمي وبكلمات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، لا تسليم ، لا تودد زائد.
البائع يريد أن ينهي معك بأسرع ما يمكن، وأنت تستعجل الأمر وتريد أن تعود بلمح البصر. والأغرب من ذلك هو التوجس ثم التوجس، كل واحد في السوق ينظر إلى الآخر بنوع من الشك ، على اعتبار أنه مشروع كرونا.
عدت إلى البيت ومنولوجي الداخلي يهجس:
" إننا بحاجة إلى تعميم ثقافة الحيطة والحذر واتباع قواعد السلامة، دون أن نبالغ في الشك، أو نتحول إلى عدوانيين. نحن شعب مررنا بأزمات وتحديات واختبارات لاحصر لها، ويمكننا تجاوز هذه الأزمة / المحنة بالثقافة الصحية والثبات والصبر " .