الرئيسية » الاخبار »   13 شباط 2019  طباعة الصفحة

هل نحن بحاجة الى شركات البان جديدية؟

تكرر السؤال على مسامعي وعبر التعليق على ما نشرته اعجابا بإطلاق شركة الطيف لمنتجات الالبان احدى شركات المشروبات الوطنية، والسؤال محق خصوصا عندما قال رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله ان منتجات الالبان الفلسطينية تغطي 80% من السوق الفلسطيني وبذلك تكون حصة الإسرائيلي والمستورد من الالبان والحليب 20%، الامر الذي يخلق قناعة لدى المواطن/ة لسنا بحاجة للمزيد من شركات الالبان.

نحن نتحدث اليوم عن علامة تجارية فرنسية (( كانديا )) تدخل السوق الفلسطيني عبر شركة الطيف وهذا يعني ان انفتاح السوق الفلسطيني امام شركات عالمية في السوق الفلسطيني يرفع منسوب المنافسة مع بقية منتجات الالبان الفلسطينية، إضافة للمنافسة غير العادلة مع المنتجات الإسرائيلية، هذا عدا عن المنافسة بين الشركات الفلسطينية نفسها والتي تعتبر خارج نطاق المنافسة الطبيعية بل تتعداها الى مضاربة.

واضح ان هناك أصناف من منتجات الالبان لم تغطى فلسطينيا وفتحت المجال للإسرائيلي للاستمرار بتزويدها ومن هنا كانت رؤيتنا أن يكون هناك تكامل بين الشركات الفلسطينية وعدم تكرار ذات المنتج باستثناء الحليب الطازج (( لا ضير ان تنتجه جميع الشركات الفلسطينية )) الذي ظل نقطة ضعف الشركات امام المستهلك الذي اصر على هذا الصنف واعتبره تحدي امام الشركات مقابل كون الإسرائيلي قادر على تغطيته، وبقي موضوع الاجبان الصفراء التي تتطلب كميات حليب كبيرة وازدياد الطلب عليها في السوق ولكن أحدا لم يستطع ان يلبي ازدياد الطلب عبر تعزيز العرض وخصوصا جودة المنتج، وعدم وجود منتج الالبان بالفواكه التي تعتبر عنصر قوة لدى الشركات الإسرائيلية والمستورد.

وبات ملحا تعزيز قدرات مزارع الابقار لانتاج الحليب وخصوصا العمل مع المزارعين الصغار.

واضح ان انشاء شركة البان جديدة بانواع جديدة بجودة عالية وأسعار عادلة للمستهلك امر مطلوب وليس إضافة كمية غير مدروسة، وخصوصا ان دخول مستثمرين ممارسين في السوق ولديهم البنية التحتية المتاحة لشبكة توزيع واسعة وتوفير ثلاجات لمنافذ البيع أضافة الى مراكز تبريد في جميع المحافظات، وهذا يعتبر حافز لبقية الشركات لتصنيع أصناف جديدة وتلبية الطلب في السوق والمزيد من التركيز على الجودة، وبات ملحا التركيز على الصناعات اللازمة لمدخلات انتاج الالبان والحليب.

ولعلنا هنا في جمعيات حماية المستهلك الفلسطيني نسجل فخرنا بأننا استطعنا ان نعزز مكانة المنتجات الفلسطينية عموما ومنتجات الالبان بشكل خاص منذ العام 2014 يوم رفعنا وعي المستهلك الفلسطيني بجودة منتجات الالبان وبقية المنتجات الفلسطينية، ونظمنا حملات تذوق في المدارس الفلسطينية والجمعيات النسوية وحملات من بيت لبيت، وبات هناك ولاء للمنتج، وبات هناك حماسا لدى الشركات لتنويع المنتجات والخروج من التركيز على الأصناف الأساسية فقط، ونحنا في خلق تنسيق نسبي بين الشركات والضغط باتجاه إيقاف المضاربة بينها في قطاع الالبان، واليوم نرى حضورا واضحا للمنتجات الفلسطينية وخصوصا الالبان، الا أن الجهد مستمر من أجل توعية المستهلك ان الجودة ليست حكرا على المنتجات الإسرائيلية وهذا استنتاج غير علمي وغير مدعوم بدراسات.

واليوم نرى نقلة نوعية في قطاع الالبان من خلال دخول علامة تجارية عالمية الى قطاع انتاج الالبان في فلسطين عبر شركات فلسطينية، وهذا قد يقود صوب دخول علامات تجارية عالمية في قطاعات أخرى كما حدث في المشروبات الغازية والعصائر وهذا ليس ببعيد.

ونعلم تماما ان هذا التطور في قطاع الالبان لم يكن نتيجة كبسة زر أو من فراغ بل جراء جهد وتراكم الخبرات وتعظيم الاستثمار للتطوير وهذا يعتبر نموذجا يجب ان يعزز.

ولا نرى الإصرار على الحديث عن حصة بنسبة 80% تخدم قطاع الالبان بل تضعف ثقة المستهلك التي بنيت بجهد كبير وهو يرى تصدر المنتجات الإسرائيلية من الالبان في السوق.