الرئيسية » الاخبار »   17 تشرين الثاني 2011  طباعة الصفحة

ظاهرة صحاري الغذاء والحرمان في فلسطين Food Deserts & Deprivation in Palestine سام عبد القادر الفقهاء أستاذ مساعد، قسم التسويق، كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية، جامعة النجاح الوطنية، نابلس، فلسطين.

ملخص

هدفت هذه الدراسة إلى استكشاف وجود ظاهرة صحاري الغذاء في فلسطين، إضافة إلى الحرمان الناتج عنها وذلك من خلال تناول أبعاد الظاهرة الثلاثة وهي مدى توفر المواد الغذائية من خلال ما تعرضه تجارة التجزئة، وقدرة المستهلك على الوصول إلى تلك المواد الغذائية، وقدرته أيضا على دفع ثمن هذه المواد الغذائية. اعتمدت الدراسة المنهجية الاستكشافية والوصفية، وقد تم الرجوع للبيانات الإحصائية المنشورة والأدب المتصل بالموضوع، واقتصرت الدراسة على محافظات الضفة الغربية، وتوصلت إلى أن المستهلك الفلسطيني يعاني من ظاهرة الصحاري الغذائية بسبب تدني نسبة وجود متاجر التجزئة الكبيرة، ومحدودية انتشارها، وضعف قدرته على الوصول إلى أماكن توفر المواد الغذائية، وضعف قدرته أيضا على دفع أثمان تلك المواد، وأشارت النتائج أيضا إلى أن سكان الأرياف والمخيمات هم الأكثر تعرضاً للتصحّر الغذائي. وأن هذا ومن جملة أمور أخرى جعل المستهلك يعاني من الحرمان من متطلبات حياة أساسية.

 

بحث قدم إلى المؤتمر الأول لحماية المستهلك الذي عقد يوم الأربعاء الموافق 16/3/2011 في مدرجات الشهيد ظافر المصري في الحرم الجامعي القديم، جامعة النجاح الوطنية، نابلس، فلسطين.

 

Food Deserts & Deprivation in Palestine

 

Sam Abd al-Qadir ALFOQAHAA

Abstract: This study aimed to explore the existence of the Food Deserts phenomenon in Palestine, in addition to deprivation, resulting there from, through addressing the three dimensions of the phenomenon of Food Deserts which are the  availability of quality nutritious food provided by retailers, the ability of consumers to have access to food and  consumers affordability of healthy foods. Exploratory and descriptive methodology was adopted and analysis of published statistical data as well as relevant literature survey were conducted. The study was limited to the governorates of the West Bank, and concluded that the Palestinian consumer suffers from the phenomenon of Food Deserts because of the low percentage of a large retailer i.e. Supermarkets, the inaccessibility to the places where healthy and quality food is available, and also the lack of ability to pay for such food. Findings indicated also that the population of rural areas and refugee camps are the most vulnerable to Food Deserts. Accordingly and Inter alia, the consumer suffers from the deprivation of basic requirements of life.

Key words: Food Deserts, Deprivation in Palestine, Retailers, Consumers.

المقدمة

 تركز الدراسات الحديثة، وبشكل متزايد، على الدور الذي تلعبه البيئة الغذائية المحلية في توفير الغذاء  وقدرة السكان على شراء الغذاء الصحي والمفيد، وقدرتهم أيضا على الوصول لهذا الغذاء الصحي.

تسمى الأماكن أو التجمعات السكانية التي تخلو من السوبرماركت، وتتصف بصعوبة وصول السكان فيها للغذاء الصحي، وضعف قدرتهم على شرائه بالصحارى الغذائية (Walker et al., 2010).

أشارت الدراسات السابقة في هذا المجال إلى أن بعض المناطق والسكان لديهم إمكانية وصول سهل لمطاعم الوجبات السريعة ومتاجر الخدمات لكن إمكانية وصول محدود لمتاجر السوبر ماركت التي تقدم تشكيلات متنوعة من المنتجات الغذائية (United State Department of Agriculture, 2009). فإمكانية السكان المحدودة في الوصول للأغذية المفيدة والصحية ترتبط بنتائج صحية سلبية مثل السكري وبعض أنواع الأمراض السرطانية والقلب للمجموعات المحرومة (Public Health Observatory, 2010).

 

مشكلة الدراسة وأبعادها

تتمثل مشكلة الدراسة في هذا البحث في وجود ظاهرة التصحّر الغذائي في فلسطين من خلال النظر إلى أبعاد هذه الظاهرة والمتمثلة في قدرة المستهلكين في الحصول على المنتجات الغذائية؛ أي مستوى الخيارات والبدائل السلعية المتاحة ومقدار جودتها، وقدرتهم على دفع مقابل لتلك المنتجات الغذائية، إضافة إلى قدرة السكان على الوصول لأماكن عرض هذه المنتجات.

ويمكن الحكم على وجود هذه الظاهرة بالنظر إلى المؤشرات المادية للأبعاد ومنها مدى ما يتوفر للسكان من متاجر تجزئة مثل السوبرماركت في مناطق سكنهم، وإلقاء نظره على الأوضاع الصحية لتلك المناطق والنظر إلى مقدار المساهمات التي تقدمها الحكومة والجهات المختصة مع التأكيد على ارتباط هذه الظاهرة بالحرمان الاجتماعي وأنها ليست منفصلة عن المجالات الاجتماعية الأخرى للسكان.

وبالتالي يمكن صياغة أبعاد هذه الدراسة من خلال التساؤلات التالية:

1.    ما مدى وجود ظاهرة التصحّر الغذائي وبالتالي الحرمان في فلسطين؟ هل هناك محددات على قدرة السكان الفلسطينيون في الوصول للسلع الغذائية المفيدة؟

2.    هل هناك محدودية في مستوى توفر السلع الغذائية، أي وجود نظام ضعيف في التوزيع بالنسبة للمستهلك؟

3.    هل هناك ضعف في قدرة المستهلك على شراء الأغذية الصحية؟

4.    هل الريف الفلسطيني والمخيمات أكثر معاناة من الحضر بالنسبة للتصحر الغذائي والحرمان؟

أهداف الدراسة

1.    التعرف على مدى وجود ظاهرة التصحّر الغذائي والحرمان في فلسطين بكافة أبعادها قيد الدراسة بالرجوع للبيانات الإحصائية؟

2.    تقديم معلومات تفيد متخذ القرار في جمعيات حماية المستهلك الفلسطيني وكذلك في المؤسسات الحكومية المعنية بحماية المستهلك إضافة للمؤسسات الأخرى ذات الصلة.

3.    تقديم توصيات تحدد البدائل المطروحة للتخفيف من حدة الظاهرة.

 

حدود الدراسة ومحدداتها

حدود الدراسة

1.    اقتصرت على الدراسة على البحث في جزئية توفر خدمات تجارة التجزئة وخاصة متاجر التجزئة الكبيرة للتجمعات السكانية الفلسطينية، وبالتالي لم تتطرق لمتطلبات الحياة الأخرى الهامة كتوفر الخدمات الصحية والمواصلات... الخ.

2.    اعتمدت الدراسة على البيانات الثانوية المنشورة ولم تشتمل على أساليب جمع البيانات الأولية من مقابلات أو ملاحظات ميدانية مطولة.

3.    اقتصرت على محافظات الضفة الغربية فقط نظراً لوجود اختلافات جوهرية في البيانات الإحصائية حول جناحي الوطن.

4.    اقتصرت في بحث ظاهرة صحاري الغذاء على الأبعاد الثلاثة: إمكانية الوصول للمنتجات الغذائية، وتوفرها، والقدرة على دفع ثمنها من قبل السكان. مع العلم أن هناك أبعاداً أخرى مثل الوعي، والثقافة الاستهلاكية البشرية، والقوانين الحكومية.....الخ.

 

المحددات

1.    عدم توفر بيانات إحصائية دقيقة يمكن الاعتماد عليها بشكل مباشر لبحث هذه الظاهرة.

2.    عدم وجود جهود بحثية سابقة تتناول أي من جوانب الموضوع في فلسطين.

 

منهجية الدراسة وإجراءاتها

اتبعت الدراسة المنهجية الاستطلاعية والوصفية، حيث تم البحث في تحديد الأبعاد التي تمثل ظاهرة التصحر الغذائي من خلال مراجعة الأدب المتوفر حول ظاهرة التصحّر الغذائي لتقديم شرح معمّق حول هذا المفهوم. وتم بعدها وصف الظاهرة كما هي موجودة في الواقع الفلسطيني بالاستناد إلى البيانات الإحصائية المرتبطة بالموضوع، حيث تم اشتقاق وتحليل الظاهرة بالنظر للبيانات الخاصة بالبطالة والفقر وعدد متاجر السوبرماركت والإنفاق الاستهلاكي والقدرة على التنقل من قبل السكان. لتحديد مدى وجود تلك المناطق التي تعاني ضعف في إمكانية الوصول لمنتجات غذائية متنوعة وذات جودة، إضافة إلى قدرتها على الدفع مقابل تلك المنتجات المفيدة.

 

تحليل الأبعاد النظرية والواقعية لظاهرة صحاري الغذاء والحرمان

لقد تم تناول مفهوم صحراء الغذاء في المملكة المتحدة في بداية عام 1990 لاختبار الفوارق في التسعير ولوصف المناطق الجغرافية التي تتصف بإمكانية وصول محدود لمتاجر البقالة (Ford & Dzewaltowski, 2008)، فصحراء الغذاء هي بيئة غذاء لا تدعم الصحة، تعرف بالعوائق التي تحد من الوصول إلى الأغذية الصحية. يصف فهذا المفهوم يصف التجمعات السكانية التي لديها قدرة محدودة على الوصول إلى المنتجات الغذائية وشرائها، مثلاً في الولايات المتحدة الأمريكية الأفراد الذين يسكنون في الضواحي الفرعية والمناطق الريفية منخفضة الدخل، لديهم إمكانية وصول محدودة للسوبر ماركت أو متاجر البقالة التي توفر خيارات صحية من المنتجات.

وتشتمل الأبعاد بشكل محدد على القدرة على الوصول إلى معروضات تجار التجزئة وتوفر الأغذية الصحية والقدرة على شراء تلك الأغذية. ويتم تعريف صحاري الغذاء بشكل كمي أو بالاستناد لخصائص المناطق السكنية مثل المعوقات الاجتماعية والاقتصادية. في عام 1996 عرف فريق مشروع الدخل المحدود البريطاني (Low Income Project Team, 1996) صحاري الغذاء على أنها عبارة عن التهميش النسبي الذي فيه يشهد فيه الأفراد معوقات للوصول إلى الغذاء الصحي (Reising & Hobbiss, 2000) التهميش هنا يعود إلى تحوّل تجار التجزئة الذين يقدمون المنتجات الغذائية بعيداً إلى المناطق التي في الضواحي كنتيجة لما يعرف بالفصل والامتداد الحضري.

 

أولا: القدرة على الوصول للغذاء الصحي

إن العامل الرئيس الذي يستخدم لتصنيف أو تحديد قدرة المجتمع على الوصول للمنتجات الغذائية الصحية يختلف عن المجتمع الذي يتوفر فيه تجار تجزئة يقدمون غداءً صحياً. لا يوجد معيار محدد أو وصول "كاف أو غير كاف" للغذاء. الوصول للغذاء يحسب بالمسافة- من سكن المستهلك لأقرب سوبرماركت أو متجر بقاله. تقاس المسافة من منطقة الوسط إلى المنطقة المحددة لأقرب سوبر ماركت ومتجر بقاله. إن المعايير للوصول والأساليب للقياس تتنوع بين الباحثين لتحديد الصحاري الغذائية. تقترح البحوث أن صحاري الغذاء توجد عندما يكون سكن المستهلك بعيد بمقدار (1-10) ميل عن السوبرماركت، وهناك مقاييس أخرى للمناطق الحضرية لكن تشتمل على وجود (10) متاجر أو أقل وفيها ليس أكثر من (20) عاملاً (Hendrickson et al., 2006).

السكان في مناطق التصحر الغذائي ليس لديهم بدائل لكنهم يستخدمون السيارات الخاصة، والسفر عدة أميال على الأقدام، واستخدام وسائط النقل العام للوصول إلى الطعام الصحي. المستهلكين الذين ليس لديهم سيارات يضطرون للاعتماد على مصادر غذاء أخرى. فملكية أو إمكانية الوصول إلى وسيلة النقل ربما يكون السمة المميزة للوصول، وتزداد المشكلة في مناطق التصحر الغذائي الريفية حيث تكون المسافة المطلوب قطعها للوصول إلى الغذاء الصحي سيراً على الأقدام مستحيلة.

وقد حدد الباحثون أن المسافة للغذاء تعتبر أيضا قضية نفسية فالمسافة المادية للغذاء الطازج تحدد سلوك تناول الغذاء وتفضيلاته والشهية نحوه والطعام المصنع، ولخلق علاقة مع الطعام الصحي قام الباحثون بخلق نوع من التواصل المباشر بين المستهلك والطعام الطازج.

 

ثانيا: القدرة على دفع ثمن السلع الغذائية (Affordability)

أشار البحوث إلى أن الأسر ذات الدخل المتدني تقوم بالتسوق في الأماكن التي يكون فيها يكون الطعام بأسعاره منخفضة، وبشكل عام، لا يستطيعون دفع ثمن الطعام الصحي، مقارنة مع السكان في المناطق ذات الدخل المرتفع فإن الأفراد في المناطق ذات الدخل المنخفض لديهم تناول أكثر للوجبات الغذائية الأكثر من اللحوم والمواد المصنعة مع نسبة اقل من الفواكه والخضراوات (Dubowitz, et al., 2008).

كان قد اقترح أن الناس الذين هم في وضعية اقتصادية واجتماعية وثقافية متدنية ينفقون أكثر على مشترياتهم الغذائية بسبب الميزانية الغذائية الأسبوعية الأقل ومتاجر البقالة التي تحتوي منتجات محدودة (Morland et al, 2002). تجار التجزئة الهامشيين في الصحاري الغذائية يمكن أن يأخذوا (30-60%) زيادة سعرية ويقدمون خيارات محدودة للمنتجات وجهوداً واسعة في تصريف السلع الغذائية المصنعة، إن مقارنة الأسعار التي يدفعها المستهلكون لمنتجات مشابهة يتم شراؤها في منافذ تجزئة مختلفة يحدد الفوارق في الأسعار الحقيقية للغذاء. الأطعمة الغذائية مثل منتجات الحبوب الكاملة والخضار والفواكه الطازجة هي اكبر تكلفة من الأطعمة عالية السعرات الحرارية غير المرغوب فيها، الوجبات السريعة التي تحتوي على سعرات حرارية، إن الأطعمة الغنية بالطاقة (الوجبات السريعة) تكلف في المتوسط (1.76) دولار لكل ألف سعر حراري مقارنة مع (18.16) دولار لكل ألف سعر حراري للأطعمة متدنية الطاقة لكنها أطعمة غذائية.

 

ثالثا: توفر السلع الغذائية والحرمان

هناك العديد من الدراسات التي تطرقت إلى توفر السلع الغذائية والحرمان مثل (Bodor et al, 2008)، وأشارت إلى إن الفروقات الصحية والنتائج المتعددة الصحية الأخرى تكون مصحوبة بالفروقات السكانية، الفقر والحرمان المناطقي في دراسة للبيئات الغذائية الحضرية (البعيدة عن مراكز المدن) فقد وصف المشاركون نقص السوبرماركت على انه عائق عليهم لشراء الغذاء الصحي ورمز لكفاحهم الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة التي يعيشون فيها. داخل المدن هناك أكثر بمرتين أو ثلاث مرات متاجر سوبر ماركت مقارنة مع المناطق الفقيرة والسكان في المناطق محدودة الدخل غالبا ما يجبرون على الاعتماد على متاجر صغيرة مع خيارات غذائية محدودة وعادة ما تكون بأسعار عالية جداً (Morland et al, 2002).

وقد وجد احد البحوث أن هناك اتجاهات موازية بين معدلات البدانة والأفراد الذين يعيشون في مناطق محرومة بالنسبة للنساء (Nettleton et al., 2007). وأظهر البحث الذي قام به مورالد وآخرين (Morland et al., 2002) أن المناطق التي فيها أغلبية لمتاجر التجزئة فيها معدلات كبيرة من البدانة من الوزن والسمنة للأفراد مقارنة مع المناطق التي فيها سوبر ماركت ضخمة فقط.

 

وبذلت العديد من الجهود البحثية والمهنية لتسليط الضوء على بعض الأبعاد الأساسية لتجارة التجزئة مثل البعد المكاني أو الموقعي، إضافة إلى البعد النوعي أو القطاعي وتمثل ذلك في البحث في انتشار متاجر السلع الغذائية وطبيعة منتجاتها. بحيث سلطت الضوء على الجانب الاجتماعي أو الإنساني في تجارة التجزئة، ففي دراسة كومنز وماكنتاير (Cummins & Macintyre, 1999) حول مواقع متاجر السلع الغذائية في المناطق الحضرية، هدفت الدراسة إلى تقديم وصف وتحليل أولي لمواقع منافذ التجزئة للسلع الغذائية في منطقة مجلس جلاسجو الصحي الكبرى- غرب اسكتلندا. وقد جاءت تلك الدراسة لتبحث بشكل منتظم في انتشار وتوزيع منافذ التجزئة للسلع الغذائية في تلك المنطقة وذلك لتحديد ما إذا كانت تلك المنطقة تتصف فعلاً بما يسمى "صحاري الغذاء" Food Deserts  والذي يشير إلى المناطق المأهولة بالسكان التي لا يتواجد فيها موردون للسلع الغذائية (تجار التجزئة)، وإن وجدوا فيكون عددهم قليل جداً وأشارت الدراسة وبالاعتماد على الخرائط الجغرافية والنسب المئوية لأعداد متاجر السلع الغذائية إلى أن هناك تباينات في التوزيع المكاني أو الكثافة لتلك المتاجر، كما أظهرت الخرائط أن هناك بعض الأماكن لا يوجد فيها متاجر للسلع الغذائية في منطقة الدراسة. وقد عزت الدراسة ذلك لكون تلك الأماكن تميل لأن تكون ريفية أو نصف ريفية مثل ستراثكيلفن، وأجزاء من بيرسدن إضافة إلى أماكن أخرى مثل دروكابيل، وايسترن هاوس والتي بنيت بعد فترة الحرب وتعاني من ضعف الموارد والبنية التحتية.

 

وحيث أن العديد من الدراسات حول صحاري الغذاء ركزت على المحددات الاقتصادية والاجتماعية فالقليل يعرف حول الآثار الصحية لذلك إن الدراسات البحثية التجريبية التي استهدفت التغلب على مشكلة صحارى الغذاء تضمنت النظر إلى توفر سلاسل السوبر ماركت لتحديد المواقع الجديدة في المناطق المحرومة من تلك الخدمات، وتقديم حوافز لأصحاب المتاجر الصغيرة لتحسين عروضهم وتشجيع نمو أسواق المزارعين التي يمكن أن تحسن من إمكانية وصول السكان لمنتجات طازجة وربما إمكانية الحصول على دعم الحكومة لضمان القيمة الغذائية لتلك المنتجات (برامج دعم). وبشكل عام، لا تزال الحاجة في هذا المجال قائمة إلى إجراء البحوث خاصة البحوث المطولة لتعقب نفس المكان عير الزمن لتحديد التغير في بيئتهم الغذائية (Whitacre et al., 2009).

إن المدن الناجحة تحتاج إلى امتلاك المزيج الصحيح من التسهيلات الاجتماعية، والمدنية، والإسكانية. وعلى صعيد تجارة التجزئة على وجه التحديد تحتاج لامتلاك المزيج الصحيح من منافذ التجزئة والمتاجر الضخمة (Henley Centre/ BCSC, 2002, p.22). لكن أحيانا تكون هناك نتائج عكسية لتطور تجارة التجزئة، ففي بريطانيا يعتبر ظهور صحاري الغذاء -جزئيا-  بسبب توسع متاجر التجزئة الغذائية الضخمة. فقد أجبرت الأخيرة المتاجر الصغيرة على أن تغلق أبوابها وبالتالي حرمان السكان المحليين نهائيا من فرصة التسوق حتى في متاجر صغيرة. لكن تبقى الحقيقة أن إمكانية حصول السكان على المنتجات الغذائية والمفيدة تزداد بازدياد دخلهم (Guy et al., 2004).

 

وفي أمريكا الشمالية حوالي 6% من الأسر لا يمتلكون دائما الطعام الذي يريدونه أو الذي يحتاجونه بسبب مشاكل تتصل بإمكانية الوصول لهذا الطعام. فقد قدّرت وزارة الزراعة الأمريكية أن حوالي 23.5 مليون أمريكي ومن ضمنهم 6.5 مليون طفل يعيشون في مناطق منخفضة الدخل والتي تبعد أكثر من ميل واحد عن السوبر ماركت. فالسوبر ماركت ومتاجر البقالة لديها أسعار أقل من متاجر التجزئة ومتاجر الخدمات الصغيرة المحلية الأخرى والتي يمكن أن تشتمل على كل السلع الغذائية الضرورية لصحة الفرد ويمكن أن تقدم منتجاتها الغذائية بأسعار مرتفعة، مع الإشارة إلى أن هذه الظاهرة ليست بمعزل عن الأنماط الاستهلاكية والحياتية بشكل عام، فقد وجد في أمريكيا الشمالية على سبيل المثال أن الوصول المحدود للمنتجات الغذائية المفيدة وفي المقابل الوصول السهل نسبياً للأغذية الأقل قيمة غذائياً يمكن ربطه بأبعاد الحمية السيئة، إي سبب وجود السمنة والأمراض المصاحبة للحمية (United States Dep. of Agriculture, 2009).

 

 

أبعاد ظاهرة التصحّر الغذائي والحرمان في فلسطين

بالرغم من محدودية مساحة فلسطين، وقلة عدد سكانها إلا أنها ليست بمعزل عن هذه الظاهرة، فقد عانى المجتمع الفلسطيني ولا يزال يعاني من الحواجز والاغلاقات ومرّ في العديد من المحطات الصعبة التي عانى فيها من نقص المواد الغذائية وضعف القدرة الكبيرة على الشراء، وهذا كله ألقى بظلاله على وجود مجتمع في واقع مقطّع الأوصال نمى بشكل عير متوازن، وبالرغم من أن ظاهرة التصحر الغذائي غالباً ما ينظر إليها في دول العالم على أنها توجد في الأرياف أكثر مما توجد في الحضر إلا أنها في فلسطين، يمكن القول أن كامل المجتمع الفلسطيني يعاني من هذه الظاهر بحضره وريفه، لكن ومع ذلك، تبقى الأرياف والمخيمات من المناطق الأكثر معاناة بسبب بعدها عن مناطق التركّز العمراني والتجاري، ويمكن إلقاء نظرة أعمق من خلال الجدول الإحصائي التالي:

 

جدول رقم (1): عدد السكان في الأراضي الفلسطينية (محافظات الضفة الغربية) حسب المحافظة، وعدد المنشآت العاملة في محلات البقالة الصغيرة والكبيره حسب المحافظة، 2007.

الضفة محافظات الغربية

عدد السكان

محلات البقالة الصغيرة والميني ماركت

محلات الأسواق المركزية والسوبر ماركت

نسبة محلات الأسواق المركزية والسوبر ماركت إلى عدد السكان

جنين

256,619

1,463

159

0.00062

طوباس

50261

266

32

0.000637

طولكرم

157988

887

73

0.000462

نابلس

320830

1,548

260

0.00081

قلقيلية

91217

471

60

0.000658

سلفيت

59570

419

23

0.000386

رام الله والبيرة

279730

1,123

323

0.001155

أريحا والأغوار

42320

150

34

0.000803

القدس

363,649

501

105

0.000289

بيت لحم

176,235

843

84

0.000477

الخليل

552164

2,378

225

0.000407

المجموع

2,350,583

10,049

1,378

0.000586

المصدر: الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني،(2008).  مسح التجمعات السكانية: - 2008  النتائج الأساسية .رام الله - فلسطين.

المصدر: الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، (2011). التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت، 2007.

          *: لا تشمل القدس داخل الحواجز (J1).

 

يوضح الجدول رقم (1)، وبشكل جلي، وجود بعدين رئيسيين لظاهرة التصحّر الغذائي في فلسطين، وهما عدم القدرة على الوصول، وضعف توفر المواد الغذائية للمستهلك الفلسطيني، حيث يلاحظ في الجدول توزيع السكان حسب المحافظة، ويظهر الانخفاض الكبير بنسبة محلات الأسواق والسوبرماركت إلى عدد السكان، فتلك النسبة تشير إلى مدى محدودية توفر المواد الغذائية للسكان بشكل عام، يضاف إلى ذلك أن معظم متاجر السوبرماركت الكبيرة تتواجد في مراكز المدن الرئيسة لتلك المحافظات، وهذا يعني أن الأرياف والمخيمات هي الأكثر تعرضاً لشح المعروضات من المواد الغذائية، وبالتالي الأقل قدرة على الوصول إلى تلك المتاجر، وإذا ما تمت مقارنة هذه النسبة مع ما هو متوفر في البلدان المتقدمة وبعض الدول العربية، فإنه يلزم هنا ملاحظة قضية هامة وهي أن تلك النسب قد تكون منخفضة في تلك البلدان لكنها لا تعبر بالضرورة عن ضعف في إمكانية وصول السكان للسلع الغذائية أو ضعف في مدى توفر السلع الغذائية لهم، إنما انخفاض تلك النسب في تلك البلدان هو لصالح ظهور مركز تسويقية ضخمة يتوفر فيها كم ضخم من معروضات المواد الغذائية وغيرها مثل متاجر السيفوي، وكارفور، وولمرت، وكيمرت وغيرها وهو ما لا يتوفر في فلسطين.

يضاف إلى ما سبق أنه أكثر من (50%) من حجم سكان كل محافظة يتوزع بين سكان الريف والتجمعات الحضرية والتي تبعد في المتوسط من (1-20) كم، وهذا ما يزيد من صعوبة وصول السكان في تلك المناطق من الوصول لمراكز المدن بسرعة وسهولة ودون تحمل تكاليف إضافية ناتجة عن استخدام إما المواصلات العامة أو الوسائل الخاصة.

 

ولتدعيم صحة ومنطقية وجود ضعف في مقدرة السكان على دفع أثمان المواد الغذائية، وصعوبة الوصول إليها، نقدم هنا بعض الإحصاءات الدالة على وجود تلك الأبعاد، مع التأكيد على أن سكان الأرياف والمناطق النائية، والمخيمات هم من الفئات الأكثر تعرضاً للظاهرة بالرغم من أنها تمس كافة سكان المجتمع الفلسطيني.

فقد أظهرت المسوحات الإحصائية عام 2007 وبالمقارنة مع عام 1997 وجود ارتفاع في معدلات البطالة خلال العشر سنوات الماضية بمعدل (1.2%) فقد كان خلال العام 2007 (21.5)، و (20.3%) في عام 1997.

ولوحظ في الوقت نفسه، ارتفاع متوسط إنفاق الأسر الشهري في الضفة الغربية خلال العشر سنوات، فقد بلغ متوسط إنفاق الأسرة الشهري  لعام 1997 (618) ديناراً، و (708) دنانير في عام 2007. وبلغ متوسط إنفاق الأسرة الشهري في المخيمات (454) ديناراً وفي الريف (601) ديناراً مقابل (651) ديناراً في التجمعات الحضرية، علماً بأن متوسط حجم الأسرة قد بلغ (6.3) في التجمعات الحضرية، و (6.4) في المجتمعات الريفية و (6.5) في المخيمات ولوحظ أن نسبة الفقر ارتفعت بين الأسر الفلسطينية بنسبة (34.6%) خلال العشرة أعوام، فقد تبين أن (30.3%) من إجمالي الأسر الفلسطينية تعاني من الفقر خلال العام 2007 وذلك بواقع (%19.1 في الضفة الغربية،51.8%  قطاع غزة)، مقابل (%22.5) خلال العام 1997 وذلك بواقع (15.6%  الضفة الغربية و 38.2% في قطاع غزة). وقد أشارت نتائج مسوح الفقر للأعوام (1998, 2006) إلى وجود فروق بين نسبة الفقر حسب نوع التجمع السكاني، فقد احتلت المخيمات أعلى نسبة للأسر الفقيرة في كل من العامين (1998, 2006) (الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني،2009 ).

الحرمان

يمثل الحرمان في هذه الدراسة نتيجة يعيشها المستهلك لما يتعرض له بسبب وجود ظاهرة التصحّر الغذائي، إلا أن لهذا الحرمان أسباب وأوجه ومستويات عديدة وليس أدل على ذلك من المشاكل التي تعاني منها التجمعات السكانية الفلسطينية في التزود بمياه الشرب، وهذا ما تظهره الإحصاءات الواردة في الجدول التالي:

جدول رقم (2): التجمعات السكانية في الأراضي الفلسطينية حسب المشاكل التي يعاني منها التجمع في التزود بمياه الشرب والمحافظة، .2008

الضفة محافظات الغربية

المشاكل التي يعاني منها التجمع في التزود بمياه الشرب

انقطاع المياه

شبكة قديمة

مناطق غير مخدومة

تلوث المياه

أخرى

لا يوجد شبكة

جنين

36

26

24

9

8

30

طوباس

7

6

3

4

0

12

طولكرم

13

16

13

9

2

4

نابلس

19

22

16

12

3

24

قلقيلية

10

11

8

7

2

6

سلفيت

4

15

9

6

1

2

رام الله والبيرة

52

53

35

19

6

1

أريحا والأغوار

3

5

4

3

1

0

القدس

18

24

13

10

2

2

بيت لحم

29

35

16

11

10

0

الخليل

36

35

33

16

3

42

المجموع

227

243

174

106

38

123

الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، .2008 مسح التجمعات السكانية: - 2008 النتائج الأساسية .

رام الله - فلسطين.

 

وقد تم عرض هذه البيانات في الجدول للتوضيح وليس للتحليل وهي على سبيل المثال لا الحصر، فهناك مشاكل أخرى عديدة ومتنوعة لكنها تشكل مصادر معاناة وحرمان للمستهلك الفلسطيني تضاف إلى الجانب المتصل بالسلع الغذائية ونظام توزيعها وقدرته على دفع أثمانها،

ومن تلك المشكلات أن هناك (123) تجمعاً سكانياً في الضفة بواقع (177, 275) نسمة لا يوجد فيها شبكة مياه عامة، وأن هناك (38) تجمعاً في الضفة الغربية لا يوجد فيها شبكة كهرباء و (133) تجمعاً سكانياً في الأراضي الفلسطينية لا يوجد لديها خدمة إنارة الشوارع.

المياه العادمة تمثل مصدراً لتلويث المزروعات في (291) تجمعاً سكانياً. و (99) تجمعاً في الأراضي الفلسطينية لا يوجد خدمة جمع النفايات. وعلى الصعيد الاقتصادي يواجه قطاع الصناعة مشاكل في تسويق المنتجات في (120) تجمعاً سكانياً (الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، 2008)، وهذا يؤيد صحة ما تذهب له هذه الدراسة.

 

نتائج الدراسة

·   تشير نتائج الدراسة إلى محدودية وصول السكان إلى السوبرماركت أو متاجر التجزئة الكبيرة وهذه تمثل مشكلة كبيرة لنسبة كبيرة من السكان وهذا يعني أن هناك محدودية في الوصول لخيارات سلعية ذات قيمة غذائية مفيدة وهذا ما يمكن عزوه إلى محدودية قدرة السكان على دفع مقابل تلك الخيارات المتنوعة والمفيدة وحتى إن توفرت إمكانية الدفع يبقى هناك سبب آخر وهو سكنهم في مناطق بعيدة نسبيا عن التجمعات السكانية الرئيسية- المدن الكبيرة وتدعم صحة هذه النتيجة أن السكان الذين يسكنون في تلك المناطق يحتاجون لوقت سفر طويل للوصول إلى قلب المدن، والزمن المقدر هو من (20) دقيقة إلى ساعة، إضافة إلى عدم توفر خدمة المواصلات مساءً.

·   إن ما يفاقم من مشكلة السكان الذين يقطنون المناطق الريفية أو التجمعات المحرومة والتي توصف بضعف القدرة على الوصول للسلع الغذائية المفيدة والمتنوعة هو أنهم يدفعون في الحقيقة أسعاراً مرتفعة بسبب طبيعة مؤسسات التجزئة التي تتوفر لديهم فهم يعتمدون على متاجر بضاعة صغيرة والتي يمكن أن تشتمل على كل ما يحتاجونه من غذاء مفيد والتي يمكن أن تقوم ببيعها لهم بأسعار مرتفعة لسببين:

-       أولا: الجانب الاحتكاري فالمستهلك يمكن أن يستفيد ليس فقط من تزايد المنافسة وما إلى ذلك من آثار على الأسعار والخدمة والجودة، ولكن أيضا من خلال الخدمات المحسّنة، واتساع مدى الخيارات المتاحة أمامه في السوق؛ فظهور الفوارق داخل تجارة التجزئة نفسها يؤدي إلى اشتداد المنافسة والتي ستكون العامل الرئيس في استفادة المستهلك وذلك من خلال الأسعار المنخفضة والخدمات المحسّنة. يمكن أن تتحقق تلك الفوائد للمستهلك في الوقت الراهن ويمكن أن تتزايد في المستقبل، ويكون هذا بالتماشي مع الاستراتيجيات التنافسية الأساسية التي يختار تجار التجزئة أن يتبنوها وما لها من انعكاسات سواء على صعيد أحجام أم مواقع أم أنواع متاجرهم. لكن لا يجب التوقف فقط عند فوائد التطور للمستهلك من حيث الجودة أو السعر، بل يجب النظر أيضا إلى أن التغيرات الموقعية في تجارة التجزئة على سبيل المثال قد تزيد من أعباء المستهلك المادية.

-       مبدأ وفورات الحجم الاقتصادي: إن ظهور مؤسسات تجزئة كبيرة أو متعددة الفروع Retail multiples  يمكنها من تقليل تكاليفها من خلال الشراء بكميات كبيرة Bulk buying، واقتصاديات الحجم الأخرى.  وتجدر الإشارة هنا إلى أن مدى الفوائد التي يمكن أن تعود على المستهلك بسبب حدوث التطور المتوقع في تجارة التجزئة سوف يعتمد بدرجة كبيرة على كون تخفيضات تكاليف الأنشطة التوزيعية تمرر للمستهلك بواسطة الأسعار المنخفضة، وإلى حد ما تقديم منتجات تتناسب مع رغباته، وزيادة معينة في مستوى المنافسة.

إن تلك الفوائد سوف لن يتم تحقيقها فوراً لكن يمكن تطويرها في السنوات القادمة. كما يجب على تجار التجزئة أن يعملوا على تعظيمها وأن يحتفظوا في الوقت ذاته بجزء من العوائد لزيادة هوامشهم الربحية والاستثمار في المتاجر أو الخدمات الجديدة. وهذا ينطبق على متاجر التجزئة الغذائية وغير الغذائية. ومن جانب آخر، لا يمكن التوقف عند دور المستهلك في تطور تجارة التجزئة، بل يلزم النظر أيضا إلى ما هو أبعد من ذلك من حيث إن لتجارة التجزئة دوراً في تشكيل النمط الاستهلاكي للأفراد؛ فالمستهلك أصبح يظهر أنماط سلوكية جديدة استجابة للتغيرات التي حصلت في تجارة التجزئة؛ فقد أصبح المستهلك ينظم أوقات تسوقه، وكمية مشترياته ليتناغم مع طبيعة التغيرات المختلفة التي حصلت في تجارة التجزئة. 

·        أن هناك نسبة ليست بسيطة من السكان تواجه محددات كبيرة على قدرتهم في الحصول على غذاء صحي مع ضعف قدرتهم على دفع ثمنه في الوقت نفسه، والسبب هو سكنهم في أماكن بعيدة عن السوبر ماركت أو متاجر التجزئة الضخمة ولا تتوفر لديهم الوسائل المناسبة للحصول على تلك المنتجات من حيث النقل والمواصلات. تلك المناطق ينظر إليها على أنها اقل حظا في التعليم وعدم التساوي في الدخل، وبعض المناطق الريفية تعتبر السبب الرئيسي للحرمان هو ضعف البنية التحتية للمواصلات فيها.

 

 

التوصيات والمقترحات

·        إن الخطط التطويرية على صعيد التراخيص للمؤسسات الغذائية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار التوزيع السكاني، وزمن السفر من المناطق الريفية إلى المدن، والبنية التحتية للمواصلات لتسهيل وصول هؤلاء السكان للغذاء الصحي، ومن هنا يمكن القول بأنه عندما لا تتطور تجارة التجزئة لتعكس التغير الحاصل في البيئة السكانية يحدث الخلل بتزايد الحرمان وعدم التوافق إن النمو والتطور السريع لمتاجر التجزئة من حيث الأشكال والإستراتيجيات التسويقية التي نشهدها في الوقت الحاضر هي نتاج تفاعل مجموعة من العوامل والتغيرات التي حدثت في البيئة التسويقية. إن من أهم التغيرات البيئية التي تؤثر في تركيبة ونمو متاجر التجزئة واستراتيجياتها التسويقية هي تلك التي ترتبط بالخصائص الديموغرافية للعملاء في الأسواق المستهدفة، واتجاهات النمو المستقبلية لها (الضمور، 2002، ص.163). فقد كانت التغيرات الهامة التي حدثت في تجارة التجزئة خلال العقد الماضي نتيجةً للتغير في العامل الديموغرافي كالتذبذب في معدل المواليد، وزيادة معدل الهجرة (Dunne & Lusch, 2005, p.9).

·       العمل على استدامة وتعزيز مستويات عالية من الاستثمار المستقبلي للتوسع في مواقع جديدة، وإعادة النظر في أحجام وأنواع متاجرهم. إن على تجار التجزئة وكاستجابة للتغيرات في سوق تجارة التجزئة أن يكونوا أكثر توجهاً نحو الخدمة، وأن يقدموا القيمة الأفضل للمستهلك، وأن يكونوا أكثر تناغماً مع حاجات زبائنهم. فتجارة التجزئة يجب أن يتم العمل على تطويرها لتعكس حاجات المستهلك والتطور الذي حدث في نمط حياته

·        تقديم حوافز لأصحاب المتاجر الصغيرة لتحسين منتجاتهم.

·        هناك حاجة ملحة للقيام بدراسات معمقة حول التصحر الغذائي برعاية مؤسسات حكومية لتحديد وجود هذه الظاهرة بشكل دقيق،و لتحديد المناطق الفلسطينية المحرومة التي لديها قدرات محدودة في الوصول للغذاء الذي تقدر على دفع مقابل له، وتحديد خصائص وأسباب وجود تلك التجمعات. ودراسة اثر تلك المحدودية في الوصول والدفع على السكان المحليين وتقديم توصيات لمعالجة المشكلة.

·        هناك حاجة لتطوير قاعدة بيانات إحصائية تعكس أبعاد هذه الدراسة، فهناك حاجة لإحصاءات خاصة بتوزيع السكان على أساس السكن والدخل، والمتاجر والمواصلات، ليكون بالإمكان الوصول لفهم أدق وأعمق عن هذه الظاهرة

·        العمل على تسهيل ومتابعة تزويد المناطق النائية بالمنتجات الزراعية الطازجة (الفواكه والخضار) أو بأشكال تسمح بقائها صالحة للاستخدام وبما يحفظ قيمتها الغذائية.

·        ضرورة تطوير تشريعات غذائية تتصل بشكل وثيق بسلامة المستهلك الفلسطيني بحيث تتناول أكثر من مجرد تاريخ صلاحية المنتج الغذائي إلى متابعة طريقة الاحتفاظ به، وعرضه وضرورة توفر التشكيلات السلعية لدى المتاجر.

·        العمل على تحديث أسواق التجزئة وخاصة التقليدية منها والموجودة في المناطق الشعبية المكتظة بالسكان وذلك من خلال تحسين البنية التحتية لها كتوفير المساحات لمواقف السيارات والتخزين. وأيضا أن تقدم الحوافز لتشجيع التحديث في تلك الأسواق.

 

 

 

 

 

 

المراجع العربية والأجنبية

 

-       الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، (2011). التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت، 2007. رام الله - فلسطين.

-       ------، (2009) .مشروع النشر والتحليل لبيانات التعداد، الخصائص الاجتماعية والأسرية والزواجية والتعليمية والاقتصادية للأسرة في الأراضي الفلسطينية (1997-2007). رام الله فلسطين. (دراسة مقارنة حول الخصائص الاجتماعية والأسرية والزواجية الأراضي الفلسطينية (1997-2007)).

-       ------، (2008). مسح التجمعات السكانية - 2008 : النتائج الأساسية .رام الله - فلسطين.

-       Bodor, J.N., Rose D., Farley T.A., Swalm C. and Scott S.K. (2008). "Neighborhood fruit and vegetable availability and consumption: the role of small food stores in an urban environment". Public Health Nutr., Apr;11(4):413-20.

-       Cummins, S., & Macintyre, S. (1999). "The location of food stores in urban areas: a case study in Glasgow". British Food Journal, Vol. 101, No. 7, pp. 545-553.

-       Dubowitz, T., Heron, M., Bird, C.E., Lurie, N., Finch, B.K., Basurto-Dávila, Lauren Hale, R. and Escarce, J. J. (2008). "Neighborhood socioeconomic status and fruit and vegetable intake among whites, blacks, and Mexican Americans in the United States". American Journal of Clinical Nutrition, Vol. 87, No. 6, 1883-1891.

-       Dunne, P.M., & Lusch, R.F. (2005). "Retailing". (5th ed.). Mason: South-Western.

-       Ford PB, and Dzewaltowski, DA. (2008), "Disparities in obesity prevalence due to variation in the retail food environment: three testable hypotheses". Nutrition Review., Apr; 66(4): 216-28. Retrieved (15 Feb. 2011) from: http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/18366535

-       Guy, C., Clarke, G. and Eyre, H. (2004) "Food retail change and the growth of food deserts: a case study of Cardiff". International Journal of Retail & Distribution Management, Vol. 32 Iss: 2, pp.72 – 88.

-       Hendrickson, C., Lave, L. & Matthews, S. (2006). "Environmental Life Cycle Assessment of Goods and Services: An Input-output Approach". Future Press  Washington DC.

-       Henley Centre/BCSC. (2002), "Managing the Retail-led Development of the Future". (London: British Council of Shopping Centres).

-       Low Income Project Team (1996). "areas of relative exclusion where people experience physical and economic barriers to accessing healthy food".

-       Morland K, Wing, S. and Diez Roux,  A. (2002). "The contextual effect of the local food environment on residents' diets: the atherosclerosis risk in communities study". Am J Public Health,  Nov; 92(11): 1761-7. Retrieved (15 Feb. 2011) from: http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/12406805

-       Nettleton, J.A., Steffen, L.M., Schulze, M.B., Jenny, N.S., Barr, R.G., Bertoni, A.G., and Jacobs Jr, D.R. (2007). "Associations between markers of subclinical atherosclerosis and dietary patterns derived by principal components analysis and reduced rank regression in the Multi-Ethnic Study of Atherosclerosis (MESA)". Am J Clin Nutr; 85:1615–25.

-       Public Health Observatory, (2010), "Food Access in Saskatoon" Public Health Services. Retrieved (7 Feb. 2011) from: www.saskatoonhealthregion.ca

-       Reising, V. and Hobbiss, A. (2000). "Food deserts and how to tackle them: a study of one city’s approach". Health Education Journal: 59; 137-149.

-       United States Department of Agriculture, (2009), "Access to Affordable and Nutritious Food: Measuring and Understanding Food Deserts and Their Consequences". Report to Congress, Economic Research Service. Retrieved (5 Feb. 2011) from: http://www.ers.usda.gov/publications/ap/ap036/ap036.pdf

-       Walker, R. E. , Keane, C.R.  and Burke, J.G. (2010), "Disparities and access to healthy food in the United States: A review of food deserts literature". Department of Behavioral and Community Health Sciences, University of Pittsburgh Graduate School of Public Health, 130 DeSoto Street, Pittsburgh, PA 15261, USA. Copyright 2010 Elsevier Ltd. Retrieved (2 Feb. 2011) from: http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/20462784

-       Whitacre, P.T., Tsai, P., & Mulligan, J. (2009), "The Public Health Effects of Food Deserts: Workshop Summary". National Research Council. The Public Health Effects of Food Deserts: Workshop Summary (Free Executive Summary). Retrieved (8 Feb. 2011) from: http://www.nap.edu/catalog/12623.html